ويؤيد رواية القاضي أن البيهقي رواه في (الكبرى ١٦٦٩) من طريق أبي مسلم الكَجي عن مسلم بن إبراهيم به، مثل رواية القاضي.
وكذا رواه ابن عُلَيَّة ومعاذ ويزيد بن هارون ووهب بن جرير عن هشام الدستوائي، كما سيأتي قريبًا.
نعم، رواه ابن حزم -ومن طريقه عبد الحق- من طريق علان، عن بُندار، عن وهب بن جرير، عن هشام به:((عن أم حبيبة))، مثل رواية الحربي عن مسلم عن هشام.
ولكن هذا وهم أيضًا، لعله من علان، أو من ابن حزم نفسه، فقد رواه الدارمي (٩٢٤) عن وهب عن هشام، وأرسله مثل رواية الجماعة.
وقد سئل أبو حاتم عن رواية هشام ومعمر وغيرهما عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أم حبيبة ... فلم يثبتها، وقال:((الصحيح عن هشام الدستوائي: عن يحيى عن أبي سلمة: أن أم حبيبة سألت ... وهو مرسل)) (العلل ١١٩).
ورواية معمر خرجها الإسماعيلي في (حديث يحيى) كما في (الإمام) عن ثلاثة من شيوخه، لكنه لم يَذكر مَن بينهم وبين معمر، وقد جزم الدَّارَقُطْنِيّ بأن معمرًا رواه هكذا مسندًا.
وقد رواه ابن راهويه عن عبد الرزاق عن معمر به مرسلًا، مثل رواية الجماعة عن هشام.
وهذا أَوْلى بالصواب، فلعل في سند الإسماعيلي مَن لا يُحتج به. ويدل عليه أن أبا حاتم لم يعبأ بهذا الوجه عن معمر ولم يثبته، وإلا فلعل معمرًا حفظ الوجهين كما سبق.