للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال ابن الجوزي عقبه: ((ذَكَره الترمذي كما رويناه، وحَكَم بصحته))، وتبعه الزيلعي في (نصب الراية ١/ ٤٠).

قلنا: والحديث عند الترمذي (١٢٦): عن هناد قال: حدثنا وكيع، وعبدة، وأبو معاوية، عن هشام، به دون ذكر الوضوء في المتن. وفي آخره: قال أبو معاوية في حديثه: وقال: ((تَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ حَتَّى يَجِيءَ ذَلِكَ الوَقْتُ)).

وهذا ظاهره رفع الوضوء من حديث أبي معاوية، ولعل لذلك تصرف ابن الجوزي في سياقة الحديث من طريق الترمذي، فجعله مرفوعًا قولًا واحدًا. وكذا ساقه ابن قدامة في (المغني ١/ ٤٤٩) من عند الترمذي محتجًا بها، وقال عنها: "وهذه زيادة يجب قبولُها".

وقال النووي في فصل الصحيح من (خلاصته): "وفي رواية أبي معاوية: ((تَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ حَتَّى يَجِيءَ ذَلِكَ الوَقْتُ))، رواه الترمذي بهذا اللفظ، وقال: (حسن صحيح). وأما الأحاديث التي ضعفها أبو داود في الوضوء لكل صلاة، فليس هذا منها، ولا في طريقه من الضعف ما في تلك" (خلاصة الأحكام ٦٣٦) (١).

وقال ابن كثير: "وقد روى الترمذي عن هناد بن السري عن أبي معاوية وغيره عن هشام بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة، فذكر هذا الحديث، وفيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة: ((تَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ))، وهذا إسناده صحيح على شرط مسلم" (إرشاد الفقيه ١/ ٨٢).


(١) كذا قال هنا، وقد وقال في (المجموع ٢/ ٥٣٥) - نقلًا عن الحفاظ وأقرهم -: "ولا يصح ذكر الوضوء فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من كلام عروة بن الزبير".