هذا إسناد رجاله - إلى صحابيته - ثقات رجال الشيخين، سوى سهيل، فمن رجال مسلم.
ولذا قال الألباني:((إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح)) (صحيح أبي داود ٢/ ٤١).
قلنا: لكنْ سهيل وإن كان من رجال مسلم، فهو مُختلَف فيه، وثقه جماعة وتكلم فيه آخرون من قِبل حفظه.
وغالب أحاديثه عند مسلم في الشواهد، ولم يُخرِّج له شيئًا عن الزهري؛ لأنه ليس من أصحابه المعنيين بحديثه، فتَفَرُّده عن الزهري غير مقبول، لاسيما وقد اختُلف عليه فيه:
فرواه جرير بن عبد الحميد، عن سهيل، عن الزهري، عن عروة، عن فاطمة- أو: أسماء- بالشك، كما سبق.
قال ابن القطان:((فإنه مشكوك في سماعه إياه من فاطمة أو من أسماء)) (بيان الوهم ٢/ ٤٥٩).
ورواه خالد بن عبد الله الواسطي وعمران بن عبيد الضبي وأبو عوانة وعلي بن عاصم، عن سهيل، عن الزهري، عن عروة، عن أسماء بنت عميس، أنها قالت:((يا رسول الله، إن فاطمة استحيضت ... ))، فجعلوه من حديث أسماء بلا شك.
وهذا يَرُد ما ذهب إليه ابن دقيق في (الإمام ٣/ ١٩١) من أن الشك فيه إنما هو من قِبل عروة نفسه!
وفي حديث خالد ومَن تابعه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: ((تَغْتَسِلُ لِلظُّهْرِ وَالعَصْرِ