معين عن الوليد بن عبد الله، فقال:"ثقة" فلم يضعها بين معقوفين، مما يبين اختلاف النُّسخ بين إثباتها وحذفها، كما أن الجملتين تتفقان على نفس الصيغة باختلاف عبيد الله من عبد الله، والتصحيف فيهما وارد.
ثالثًا: أن ابنَ أبي حاتمٍ ذَكرَ معقل بن عبيد الله فيمن روى عن ابن أخي عطاء، بينما ذَكرَ المزيُّ في (تهذيب الكمال ٣١/ ٣٨) مَعْقِلًا هذا فيمن روى عن ابن أبي مغيث.
رابعًا: أن الحافظَين الذهبيّ وابن حجر مع سَعة اطلاعهما على أقوالِ الأئمةِ وتمحيصها، لم يذكرا توثيقَ ابنِ معينٍ لابنِ أخي عطاءٍ (١)، وقد ذكرا توثيقَ ابنِ حِبَّانَ، ومعلوم الفرق بين التوثيقين، مع ذكرهما لتضعيف الدارقطني، فقال الذهبيُّ في (الميزان ٥/ ٨٩ ط. الرسالة): "عن عمِّه عطاء بن أبي رباح. ضَعَّفه الدارقطنيُّ" وبنحوه قال في (ديوان الضعفاء ٤٥٥٣)، وأقرَّه الحافظُ في (اللسان ٨/ ٣٨٥) وزاد: "وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات)، وأخرجَ له ابنُ خزيمة في (صحيحه).
خامسًا: أن الحافظَ ابنَ كثيرٍ قد عمل تذييلًا على التهذيب، وأضاف إليه شيئًا من (الميزان) وكتب الجرح والتعديل سمَّاه: (التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل) ذكر ترجمة الوليد هذا فقال: "عن عمِّه عطاء، وعن زياد النميري. وعنه معقل بن عبيد الله وغيره. ضَعَّفَهُ الدارقطنيُّ" (التكميل ١٠٢٧)، وهذه الترجمةُ هي هي ترجمة الوليد من كتاب (الجرح والتعديل) لابن أبي حاتم، باستثناء تضعيف الدارقطني،
(١) ولذا تفطَّنَ محققُ كتابِ (الجرح والتعديل) لذلك فقال: "الوليد بن عبيد الله بن أبي رباح ترجمه في الميزان واللسان، وليس فيها توثيق ابن معين".