وضَعَّفَ الحديثَ الحافظُ في (التلخيص ١/ ٢٦٠ - ٢٦١) ونقلَ كلامَه الشوكانيُّ في (نيل الأوطار ١/ ٣٢١) ولم يعقبْ عليه كالمقرِّ له، والألبانيُّ في (صحيح أبي داود ٢/ ١٦١ - ١٦٣) ولكن قوَّاه بمتابعةِ الوليدِ بنِ عبيدِ اللهِ للأوزاعيِّ.
قلنا: وهذه المتابعةُ هي الوجهُ الثاني عن عطاءٍ:
فروى ابنُ خُزيمةَ في (صحيحة ٢٩٠) -وعنه ابنُ حِبَّانَ في (صحيحه ١٣٠٩)، ومن طريقه: البيهقيُّ في (الخلافيات ٨٢٧) -، وابنُ الجارود في (المنتقى ١٢٩) -ومن طريقه: ابنُ بشران في (أماليه ١٣٣٣) -، والحاكمُ في (المستدرك ٥٩٥)، -وعنه البيهقيُّ في (الكبير ١٠٨٧) -، وغيرهم مِنْ طَرِيقِ عمر بن حفص بن غياث عن أبيه حفص بن غياث، أخبرني الوليد بن عبيد الله بن أبي رباح، أن عطاءً حدَّثَهُ عن ابنِ عباسٍ به.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ، فيه الوليدُ بنُ عُبيدِ اللهِ ابنِ أخي عطاءٍ، ضَعَّفه الدارقطنيُّ (السنن ٤/ ٤٢)، والبيهقيُّ (السنن الكبير ١١/ ٣٣٧)، وابنُ الجوزي في (الضعفاء والمتروكين ٣٦٥٥)، وقال السخاويُّ:"الوليدُ ضَعَّفه الدارقطنيُّ، ولم يخرج له في الكتب الستة"(المقاصد الحسنة صـ ١٨٢). وقال الحاكمُ:"قليلُ الحديثِ جدًّا" ومع ذلك صَحَّحَ حديثَهُ هذا فقال: "هذا حديثٌ صحيحٌ"(المستدرك ١/ ٥٢٨).
وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات ٧/ ٥٤٩)، وصَحَّحَ حديثَه هذا موافقًا لشيخِهِ ابنِ خُزيمةَ، وكذا انتقاه له ابنُ الجارود؛ ولذا قال الحافظُ:"وقوَّاه من صَحَّحَ حديثَه هذا"(التلخيص ١/ ٢٦١).
قلنا: وقد حاولَ بعضُهم تقويةَ الوليدِ بما ذكر في (الجرح والتعديل