وقال الحافظُ:"ومدارُ كلامِ البيهقيِّ على أنه ضعيفٌ، ولا يتبينْ وجه ضَعْفِهِ"(التلخيص الحبير ٢/ ٢٣٣). وانظر (الإصابة ١٢/ ٣٩٥).
قلنا: وقد رُوِيَ من وجوهٍ أُخْرَى عن عليٍّ رضي الله عنه، منها:
ما أخرجه أحمدُ في (المسند ٨٠٧) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، حدثنا الحسن بن يزيد الأصم، قال سمعت السُّدِّيَّ إسماعيلَ يذكره عن أبي عبد الرحمن السُّلمي، به. وزاد في آخره:((وَكَانَ عَلِيٌّ إِذَا غَسَّلَ المَيِّتَ اغْتَسَلَ)).
والقائل: هو السُّدِّي، كما بينه عبد الله بن أحمد في (زوائده على المسند ١٠٧٤) قال: حدثني زكريا بن يحيى زَحْمَوَيْه، وحدثنا محمد بن بكار، وحدثنا إسماعيل أبو معمر، وسريج بن يونس، قالوا: حدثنا الحسن بن يزيد الأصم، قال: أخبرني السُّدِّي، عن أبي عبد الرحمن السُّلمي، عن عليٍّ ... ، فذكره، وقال:"وقال ابنُ بكَّارٍ في حديثه: قال السُّدِّيُّ: ((وَكَانَ عَلِيٌّ إِذَا غَسَّلَ المَيِّتَ اغْتَسَلَ)).
وكذا رواه سعيدُ بنُ منصورٍ في (التفسير ١٠٤٢) -ومن طريقه الطبرانيُّ في (الأوسط ٦٣٢٢) -، وغيرُ واحدٍ: عن الحسن بن يزيد الأصم (١)، به.
وهذا إسنادٌ مقاربٌ؛ إسماعيل السُّدِّي، قال عنه الحافظ: "صدوق يهم" (التقريب ٤٦٣).
وأما الحسن بن يزيد الأصم: فوَثَّقَهُ جمهورُ الأئمةِ، قال أحمد بن حنبل: "ثقة، ليس به بأس، إلا أنه حدَّثَ عن السُّدِّيِّ، عن أوس بن ضمعج"، وأثنى
(١) ولكن تحرف (الحسن) في مطبوع (المعجم الأوسط) إلى (يحيى).