للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومبارك: مختلفٌ فيه، انظر ترجمته في (تهذيب التهذيب ١٠/ ٣١). فلا يُعتدُّ بروايته في مُخالفةِ الجماعةِ.

ولكنَّ وكيعًا من الأثباتِ الحُفَّاظِ؛ وقد ثبتتْ هذه الزيادة -أيضًا- من طريقِ أبي سلمةَ، عن عائشةَ، كما سيأتي.

ولهذا استحسنَ أحمدُ هذه الزيادة من وكيعٍ، كما قال ابنُ رجبٍ في (فتح الباري ١/ ٢٣٣ - ٢٣٤).

ولكن قال ابنُ عَمَّارٍ الشهيدُ: ((وهذا الحديثُ رواه جماعةٌ من الأئمةِ عن هشامٍ منهم: زائدة، وحماد بن زيد، وجرير، ووكيع، وعلي بن مسهر، وغيرهم، فلم يذكرْ أحدٌ منهم (غسل الرجلين) إلا أبو معاوية، ولم يذكر (غسل اليدين ثلاثًا) في ابتداءِ الوضوء غير وكيع، وليس زيادتهما عندنا بالمحفوظة)) (علل الأحاديث في صحيح مسلم صـ ٦٩ - ٧٢).

قلنا: ومما يَدُلُّ على وهمِ وكيعٍ في هذه الزيادةِ، أن حمادَ بنَ سلمةَ، رواه عن هشامِ بنِ عروةَ، عن عروةَ، عن عائشةَ ... به، دون ذكرها، وقال: ((قال هشام ... ))، غير أنه يبدأ قبل ذلك بغسل يديه ثلاثًا ثلاثًا، وبغسل فرجه. رواه أبو يعلى في (مسنده ٤٤٨٢)، عن إبراهيمَ السامي، عن حمادٍ ... به.

وهذا يعني: أن (غسل اليدين ثلاثًا) و (غسل الفرج) لم يحفظه هشام عن أبيه، وسيأتي مزيدُ بيانٍ لذلك، عند الكلامِ على روايةِ (غسل الفرج) قريبًا.