قال الدَّارَقُطْنيُّ:"وهذا الرجُلُ هو ثابتٌ البُنانيُّ"(العلل ٨/ ٧٩).
فتحصَّل مِن ذلك كلِّه أن قَتادةَ إنما أخذه من ثابتٍ.
وفي الحديثِ علةٌ أخرى.
العلة الثانية: الانقطاع بين ابن رَباحٍ وعائشةَ؛ قال ابنُ رجب:"وذَكر ابنُ مَعِينٍ أن روايةَ ثابتٍ بإدخالِ (عبد العزيز بن النُّعْمان) في إسنادِهِ أصحُّ من روايةِ قَتادةَ بإسقاطه"(الفتح له ٢/ ٦٤).
يشيرُ بذلك إلى ما رواه أحمدُ وغيرُه من طريقِ حَمَّادِ بنِ سلَمةَ، عن ثابتٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ رَباحٍ، عن عبدِ العزيزِ بنِ النُّعْمانِ، عن عائشةَ بنحوه. كما سبقَ.
إذًا، فقدِ اختَلَفَ قَتادةُ وحَمَّادٌ فيه على ثابتٍ:
فجعله قَتادةُ من حديثِ ابنِ رباحٍ عن عائشةَ، واختُلِف عليه في وقْفه ورفْعه.
وَجعله حَمَّادٌ من حديثِ ابنِ رَباحٍ، عن عبدِ العزيزِ بنِ النُّعْمانِ، عن عائشةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
فزادَ في إسنادِهِ رجُلًا، ورفعَ الحديثَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
قال الدَّارَقُطْنيُّ:"وحَمَّادُ بنُ سلَمةَ أَعلمُ الناسِ بثابتٍ البُنانيِّ"(العلل ٨/ ٨٠).
وهذا هو ما رجَّحه ابنُ مَعِين، فقال:"حديث عبد الله بن رباح، عن عائشةَ، بينهما رجُل، وهو عبد العزيز بن النُّعْمان"(تاريخ ابن مَعِين ٣٩٩١).