الثانيةُ: محمدُ بنُ مَخْلَدٍ، أبو أَسْلمَ الرُّعَيْنيُّ الحِمْصيُّ، قال ابنُ عَدِيٍّ:"حدَّثَ بالأباطيلِ"، وقال أيضًا:"منكَرُ الحديثِ عن كلِّ مَن روَى عنه"، وقال الدَّارَقُطْنيُّ:"متروكُ الحديثِ"(اللسان ٧٣٩٠).
الثالثةُ: عُبَيدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ خُنَيْسٍ؛ ترجَمَ له ابنُ عساكر في (تاريخ دمشق ٣٨/ ١٠٠)، ولم يذكرْ فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقال ابنُ القَطَّانِ:"لا أعرِفُ حالَه"(بيان الوهم ٣/ ٢٠١)، وأقرَّه ابنُ المُلَقِّنِ في (البدر المنير ٥/ ٣٦).
والحديثُ ذكره ابنُ طاهرٍ المَقْدِسيُّ في (الأطراف ١١٦٣) في جملةٍ منَ الأحاديثِ التي تفرَّدَ بها المُوَقَّريُّ عنِ الزُّهْريِّ، ثم نقلَ عن الدَّارَقُطْنيِّ أنه قال:"تفرَّدَ بهذه الأحاديثِ المُوقَّريُّ، ولم يَروِها عنه غيرُ أبي أَسْلمَ محمدِ بنِ مَخْلَد".
وذكر السّيوطيُّ أن الدَّارَقُطْنيَّ رواه في الأفرادِ، وقال:"منكَرٌ عن أنسٍ"(الجامع الكبير ١٢/ ٩٦).
وإنما قال "عن أنس"، لأنه محفوظٌ عن الزُّهْريِّ مرسلًا، رواه أبو داودَ في (المراسيل ٤٧١) عن قُتَيْبةَ بنِ سعيدٍ، حدثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيلٍ، عن الزُّهْريِّ، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:((لَا يَغْتَسِلْ أَحَدُكُمْ إِلَّا وقُرْبَهُ إِنْسَانٌ لَا يَنْظُرُ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْهُ يُكَلِّمُهُ)).
فهذا هو المحفوظُ عن الزُّهْريِّ، ومراسيلُهُ واهيةٌ.