وذكرَ الدَّارَقُطْنيُّ في (العلل ٨/ ٢٣٢)، أنه رُويَ عن أبي هريرة أيضًا، ثم قال:"ولا يصِحُّ واحدٌ منهما، والصحيحُ عن عَلْقَمةَ بنِ مَرْثَد عن مجاهدٍ"؛ أي: مرسلًا، وسيأتي.
قال البَزَّارُ:"لا نَعلَمُه يُروَى عنِ ابنِ عباسٍ إلا من هذا الوجهِ، وحفْصٌ ليِّنُ الحديثِ [وقد رُويَ عنه، واحتُمِل حديثه] "(كشف الأستار ٣١٧)، وما بين المعقوفين زيادة من (تفسير ابن كثير ٨/ ٣٤٤).
وقولُ البَزَّارِ في حفْصٍ فيه تساهلٌ لا يخفَى.
وقال الهَيْثَميُّ:"رواه البَزَّارُ، وقال: لا يُروَى عن ابنِ عباسٍ إلا من هذا الوجهِ، وجعفرُ بنُ سُلَيمانَ ليِّنٌ. قلت: جعفرُ بنُ سُلَيمانَ مِن رجال الصحيح، وكذلك بقيَّةُ رجاله، والله أعلم"(المجمع ١٤٥٤).
قلنا: وهذا وهَمٌ مِنَ الهَيْثَميِّ، وسببه أنه تحرَّفَ عليه اسمُ (حفص) إلى (جعفر)، كما ذكر المحقِّق في (الحاشية)، مع أن الهَيْثَميَّ ذكرَ كلامَ البَزَّارِ على الصوابِ في (كشف الأستار)، كما تقدَّم.
والحديثُ ضَعَّفَهُ الألبانيُّ جدًّا في (الضعيفة ٢٢٤٣).
[تنبيه]:
شاهِدُ أبي هريرةَ المشارُ إليه في كلامِ الدَّارَقُطْنيِّ ليس فيه ذِكرُ التَّستُّرِ عند الغُسلِ؛ ولذا لم نَذكُرْه في هذا البابِ.