وتبعه الخطيبُ في (التلخيص ١/ ٩٣)، وابنُ ماكولا في (الإكمال ١/ ٢٠٠)، وابنُ ناصرٍ في (التوضيح ١/ ٣٥٠)، وزاد الخطيبُ في شيوخه -وتبعه ابنُ ماكولا-: "عبد الرحمن بن يزيد القاص".
وعبد الله بن بحير هذا، ذكر أبو داود في (السنن) -عقب الحديث رقم (٣٢٠٦) -، والعسكريُّ في (تصحيفات المحدثين ٢/ ٦٨٢)، أنه ابن بحير بن رَيْسان!
وهذا هو الذي اعتمده المزيُّ -وتبعه كثيرٌ ممن جاءَ بعده-، فجَمَع بين أبي وائل القاص، وبين ابن بحير الذي جزمَ بأنه ابن ريسان، فقال: "عبد الله بن بحير بن ريسان المرادي، أبو وائل القاص اليماني الصنعانيُّ، والد يحيى بن عبد الله بن بحير"، ثم نقلَ عن ابنِ مَعِينٍ أنه وَثَّقَهُ، وعن هشام بن يوسف أنه قال فيه: "كان يتقنُ ما سمع"، ثم قال: "وذَكَره ابنُ حِبَّانَ في كتاب (الثقات) " (التهذيب ١٤/ ٣٢٤).
وهذا الكلام فيه خطأ من جانب، ونظر من جانب آخر:
فأما الخطأ: فهو الجمع بين عبد الله بن بحير القاص وبين أبي وائل القاص (١)، كلاهما يماني، وهذا وَقَعَ فيه الدارقطنيُّ والمزيُّ ومَن تبعهما، وقد خالفوا بذلك غير واحد منَ الأئمةِ النقاد! !
فقد سبقَ عن البخاريِّ، ومسلمٍ، وابنِ أبي حاتم، وأبي أحمدَ الحاكمِ ... وغيرهم - أن أبا وائل القاص لا يُعرف اسمه. وهذا يعني أنه ليس هو عبد الله
(١) نسبة إلى القصص والموعظة. وقد وُصف بها كثير من الرواة.