رُوِيَ هذا الحديث بهذا السياق من طريقين عن ابن عباس:
الطريق الأول:
مداره على علي بن زيد - كما قال الحافظ ابن حجر كما في (الفتوحات الربانية ٥/ ٢٣٨) -، وقد اختلف عليه على وجهين:
الوجه الأول:
رواه أبو داود، والترمذي وغيرهما من طرق عن علي بن زيد، عن عمر بن أبي حرملة، عن ابن عباس، به.
وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: علي بن زيد بن جدعان، ضعيف كما قال أحمد، وابن معين، والنسائى.
وقال سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد:((حدثنا علي بن زيد، وكان يقلب الأحاديث)) (تهذيب الكمال ٢٠/ ٤٤٠). وقال الحافظ:((ضعيف)) (التقريب ٤٧٣٤).
والثانية: عمر بن أبي حرملة، وقد اختلفوا في اسمه على وجوه؛ فقيل:((عمرو بن حرملة)) ولا يصحُّ كما قال الترمذي في (السنن)، وقيل:((عمر بن أبي حرملة)) وهو ما رجَّحه الترمذي في (الشمائل)، وقيل:((عمر بن حرملة)) وهو ما رجَّحه البخاري، وابن حبان، وابن عبد البر، وانظر:(التاريخ الكبير ٦/ ١٤٩)، و (الثقات ٤٣١٠)، و (الاستذكار ٢٦/ ٢٨٧).
وأيّا ما كان فهو مجهول، كما في (التقريب ٤٨٧٥)، وسُئل أبو زُرْعَةَ عنه فقال:((بصري لا أعرفه إِلَّا في هذا الحديث)) (الجرح والتعديل ٦/ ١٠٢).