فعش واحداً أو صل أخاك فإنه ... مقارف ذنب مرة ومجانبه
قيل للمهلب: ما الحزم؟ فقال: تجرع الغصص إلى تنال الفرص.
من كلام بعض الحكماء ارقص لقرد السوء في زمانه ولهذا الكلام قصة مشهورة أوردتها في المخلاة.
الصلاح الصفدي وفيه مراعاة النظير والتورية.
يا ساحباً ذيل الصبا في الهوى ... أبليته في الغي وهو القشيب
فاغسل بدمع العين ثوب التقى ... ونقه من قبل عصر المشيب
للكاتب الفرق الذي أبدوه بين البدل وعطف البيان رداً على من لم يفرق بينهما كالشيخ الرضي يشكل بنحو قولك جاء الضارب الرجل زيد، مما يمتنع جعله بدلاً كما نصوا عليه، وذلك إذا قصدت الإسناد إلى زيد وأتيت بالضارب توطية، وقد يتكلف بأنه إذا قصد مثل ذلك القصد لم يجزأ التلفظ بمثل هذا اللفظ.
حكى إبراهيم بن عبد الله الخراساني، قال: حججت مع أبي سنة حج الرشيد فإذا نحن بالرشيد في عرفة واتقف حاسر حاف على الحصباء وقد رفع يديه وهو يرتعد ويبكي ويقول: يا رب يا رب أنت أنت وأنا أنا أنا العواد بالذنوب، أنت العواد بالمغفرة فاغفر لي فقال لي أبي: يا بني انظر لجبار الأرض كيف يتضرع إلى جبار السماء.
صاحب الملل والنحل بعد أن عد الحكماء السبعة الذين قال إنهم أساطين الحكة وعد آخرهم أفلاطون قال: وأما من يليهم في الزمان ويخالفهم في الرأي فمنهم أرسطاطاليس وهو المقدم المشهور والمعلم الأول، والحكيم المطلق عندهم. ولد في أول سنة من ملك أردشير فلما أتت عليه سبعة عشرة سنة أسلمه أبوه إلى أفلاطون فمكث عنده نيفاً وعشرين سنة، وإنما سموه المعلم الأول لأنه واضع التعاليم المنطقية ومخرجها من القوة إلى الفعل وحكمه حكم واضع النحو وواضع العروض، فإن نسبة المنطق إلى المعاني نسبة النحو إلى الكلام، والعروض إلى الشعر ثم قال: وكتبه في الطبيعيات والإلهيات والأخلاق معروفة، ولها شروح كثيرة، ونحن اخترنا في نقل مذهبه شرح سامسطيوس الذي مقدم المتأخرين ورئيسهم أبو علي بن سينا وأحلنا باقي مقالاته في المسائل على نقل المتأخرين، إذ لم يخالفوه في رأي، ولا نازعوه في حكم كالمقلدين له والمتهالكين عليه، وليس الأمر على ما مالت ظنونهم إليه. ثم إنه قرر ومحصول رأيه وخلاصة كلامه في الطبيعي والإلهي في كلام طويل. ثم قال في آخره فهذه نكت كلامه استخرجناها من مواضع مختلفة، وأكثرها من شرح سامسطيوس.
والشيخ أبو علي بن سينا الذي يتعصب له، وينصر مذهبه، ولا يعول من الحكماء إلا به.
مقصورة ابن دريد
لا تحسبن يا دهر أني ضارع ... لنكب
الحارث الهمداني عن أمير المؤمنين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد إلا وله جواني وبراني يعني سريرته، وعلانيته، فمن أصلح جوانيه أصلح الله برانيه، ومن أفسد جوانيه أفسد الله برانيه الحديث.
ولما قدم الحلاج للقتل، قطعت يده اليمنى، ثم اليسرى، ثم رجله، فخاف أن يصفر وجهه من رؤية الدم، فأدنى يده المقطوعة من وجهه ولطخه بالدم ليخفي اصفراره، وأنشد:
لم أسلم النفس للأسقام تبلغها ... إلا لعلمي بأن الوصل يحييها
نفس المحب على الآلام صابرة ... لعل مسقمها يوماً يداويها
فلما شيل إلى الجذع قال:
يا معين الضنى علي ... أعني على الضنى
ثم جعل يقول
مالي جفيت وكنت لا أجفى ... ودلائل الهجران لا تخفى
وأراك تمزجني وتشربني ... ولقد عهدتك شاربي صرفا
فلما بلغ به الحال أخذ يقول:
لبيك يا عالماً سري ونجوائي ... لبيك لبيك يا قصدي ومعنائي أدعوك بل أنت تدعوني إليك فهل ... ناجيت إياك أو ناجيت إيائي؟
حبي لمولاي أضناني وأسقمني ... فكيف أشكو إلى مولاي مولائي
يا ويح روحي من روحي ويا أسفي ... على منى فأني أصل بلوائي
آخر
طربنا لتعريض العذول بذكركم ... فنحن بواد والعذول بواد
روى عن ابن الضحاك أن أبا نواس سمع صبياً يقرأ قوله تعالى: " يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا " فقال في مثل هذا تجيء صفة الخمر حسنة، ثم تأمل سويعة، وأنشد:
وسيارة ضلوا عن القصد بعدما ... ترادفهم جنح من الليل مظلم
فلاحت لهم منا على النأي قهوة ... كأن سناها ضوء نار تضرم
إذا ما حسوناها أناخوا مكانهم ... وإن مزجت حثوا الركاب ويمموا
فحدث محمد بن الحسن بهذا فقال: لا حباً ولا كرامة بل أخذه من قول بعض الأعراب.
وليل بهيم كلما قلت غورت ... كواكبه عادت فما تتزيل