للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال الباحث: "وأشار الحافظ ابن حجر في "نزهة الألباب في الألقاب" ١: ٣٩٦ إلى أن الشَّحَّام هو عثمان بن مسلم، ولم أقف عليه".

كذا قال الباحث، وابن حجر إنما ذكر أن الشحام لقب عثمان بن مسلم، لكنه لم يذكر أنه الذي في الإسناد كما يوهمه كلام الباحث، ثم لو نظر الباحث في ترجمة عثمان الشَّحَّام لأدرك أنه لا يصح تفسير الذي في الإسناد به، فإن عثمان هذا يروي عن عكرمة مولى ابن عباس، وأبي رجاء العطاردي، وغيرهما، ويروي عنه إسرائيل بن يونس، ويحيى القطان، ووكيع، وغيرهم (١)، فأين هو من طبقة شيوخ شيوخ ابن شاهين المتوفى سنة ٣٨٥؟ وهذا على فرض صواب الإسناد، وأنه لم يقع فيه تحريف (٢).

والباحث بعد طول مران سيتكون لديه حصيلة من الضوابط مبنية على النظر في الولادة والوفاة، أو ما يقوم مقامهما، فتقوم هذه الضوابط لديه مقام البحث في الحالة المعينة، وفائدتها حينئذ اختصار والوقت.

مثال ذلك أن يعرف الباحث أن ابن أبي شيبة، وأحمد، ومن في طبقتهم، إذا قالوا: حدثنا سفيان، لا يمكن أن يكون سفيان الثوري، كما


(١) وقول الباحث إنه لم يقف عليه لا يعفيه، فمحقق "نزهة الألباب" قد أحال في ترجمته إلى "كنى الدولابي"، و"أنساب السمعاني"، وإن كان قد أبعد النجعة في هذا، إذ هو من رجال مسلم، مترجم في "تهذيب التهذيب"٧: ١٦٠، وقد اختلف في اسم أبيه.
(٢) يظهر لي أن الإسناد وقع فيه تحريف، وأن الصواب هكذا: حدثنا جعفر بن حمدان الشحام، حدثنا عبد الأعلى بن واصل ... ، فيكون الشحام هو شيخ ابن شاهين، وهو يروي عن طبقة عبد الأعلى بن واصل، انظر: "تاريخ بغداد"٧: ٢١١.

<<  <   >  >>