وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تعليقه على " صحيح ابن حبان " ٥/ ٦٧: «لم يخطئ يحيى بن اليمان في روايته؛ لأنَّها لا تختلف من حيث المعنى عن رواية غيره، فالنشر في اللغة ضد الطي، وهو بمعنى المد في هذا المقام، لا فرق بينهما».
والصحيح ما ذهب إليه أهل العلم المتقدمون من أنَّ يحيى بن اليمان أخطأ في هذا الحديث، والله أعلم.
مثال آخر: روى حمَّاد بن سلمة، عن أيوبَ السختياني، عن نافعٍ، عن ابن عمرَ ﵄: أنَّ بلالاً أذَّنَ قبلَ طلوعِ الفجرِ، فأمرَه النَّبِيُّ ﷺ أن يَرْجِعَ فيُناديَ:«ألا إنَّ العبدَ نامَ ألا إنَّ العبدَ نامَ» فرجعَ فنادى: ألا إنَّ العبد نام.
أخرجَه: عبد بن حُميد (٧٨٢)، وأبو داود (٥٣٢)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار "١/ ١٨٠ وفي ط. العلمية (٨٣٣) و (٨٣٤)، والدارقطني ١/ ٢٤٣ ط. العلمية و (٩٥٤) ط. الرسالة، والبيهقي ١/ ٣٨٣ وفي " المعرفة "، له (٥٤٢) ط. العلمية و (٢٤٢٧) ط. الوعي، وابن الجوزي في"العلل المتناهية"(٦٦١) من طرق عن حماد بن سلمة، عن أيوب، به.
هذا إسنادٌ ظاهره الصحةُ، فرواتُه ثِقاتٌ أثباتٌ، وهو متصلُ السندِ، لكنَّ جهابذةَ المحدّثين وأهلَ الشأنِ لهم قولٌ آخرُ، وهو: أنَّ هذه الروايةَ معلولةٌ لا تصحُّ.
فقد أنكر الإمام مالك الحديث فيما نقله البيهقي ١/ ٣٨٥ وفي "معرفة السنن والآثار" له (٥٤٥) حين أخرج البيهقي من طريق شعيب بن حرب قال: «قلت لمالك بن أنس: أليسَ قد أمرَ النَّبيُّ ﷺ بلالاً أنْ يعيدَ الأذان؟، فقال: قالَ رسول الله ﷺ «إنَّ بلالاً يؤذنُ بليلٍ فكلوا واشربوا» قلتُ: أليس قد أمرَهُ أنْ يعيدَ الأذان؟ قال: لا، لم يزلِ الأذانُ عندنا بليلٍ».