قال في ترجمة عبد الله: ليس له إلا حديثان، عن سعيد بن زيد ولم يذكر روايته عن أبي هريرة، ولما ذكر مالك بن ظالم، قال: سمع أبا هريرة وذكر الحديث من طريق شعبة»، وقال أيضاً في " تعجيل المنفعة " ٢/ ٢٢٦: «فلا يبعد أنَّهما اثنان».
قال الحاكم:«فسمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول: سمعت الحسين بن محمد القِتْباني يقول: سمعت عَمْرَو بن علي - يعني: الفلاس - يقول: الصحيح مالك بن ظالم».
قلت: وهو كما قال، الصواب فيه مالك بن ظالم؛ لأنَّه لم يروه عن سفيان، عن سماك، عن عبد الله بن ظالم إلا عبد الرحمان بن مهدي، وخالف فيه أصحاب سفيان، وكذلك خولف فيه على أصحاب سماك بن حرب، فبهذا يكون الحديث ثابتاً عن مالك بن ظالم.
وقد صحّ الحديث عن أبي هريرة من طريق آخر.
فأخرجه: أحمد ٢/ ٣٢٤، والبخاري ٤/ ٢٤٢ (٣٦٠٥) و ٩/ ٦٠ (٧٠٥٨) وفي " التاريخ الكبير "، له ٣/ ٤٠٩ (١٦٦٢)، وأبو عمرو الداني في " الفتن "(١٨٧)، والبيهقي في " دلائل النبوة " ٦/ ٤٦٤ - ٤٦٥، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ٤٩/ ٣٢٠ من طريق عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن جده، عن أبي هريرة، به.
وَرَدَ في بعض الروايات:«غلمة سفهاء» وقد بَوّب البخاري ٩/ ٦٠ بقول النبيِّ ﷺ: «هلاكُ أمتي على يَديْ أغيلمةٍ سفهاءَ».
وعلّق عليها الحافظ في " فتح الباري " ١٣/ ١٣ فقال: «لم يقع في الحديث الذي أورده - أي البخاري - بلفظ سفهاء، فلعلّه بَوّبه به ليستدركه ولم يتفق له، أو أشار إلى أنه ثبت في الجملة، لكنَّه ليس على شرطه - قلت - والقول للحافظ -: الثاني هو المعتمد وقد أكثر البخاري من هذا».
وقد وَرَدَ الحديث عن أبي هريرة من طرق أخرى عديدة.
فأخرجه: نعيم بن حماد في " الفتن "(٣١١)، وإسحاق بن راهويه