الطبعتين من طريق شاذان - يعني: الأسود بن عامر- عن شريك، عن
محمد بن عبد الرحمان مولى آل طلحة، عن كريب - يعني: مولى ابن عباس أبي رشدين - عن عائشة ﵂، بنحوه.
قال الطبراني عقبه:«لم يروِ هذا الحديث عن كريب إلا محمد بن عبد الرحمان، ولا عن محمد إلا شريك، تفرد به شاذان».
هذا إسناد ضعيف؛ فإنَّ شريكاً تفرد برواية هذا الحديث من هذا الطريق، وهو ليس ممن يحتمل تفرده، وعلى تفرده فإنَّ فيه كلاماً ليس باليسير، إذ نقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ٤/ ٣٣٣ (١٦٠٢) عن عبد الجبار بن محمد الخطابي، قال:«قلت ليحيى بن سعيد: يقولون: إنَّما خلط شريك بأخرة» فقال: «ما زال مخلطاً»، وقال ابن حبان في "الثقات" ٦/ ٤٤٤: «وكان في آخر أمره يخطئ فيما يروي تغير عليه حفظه، فسماع المتقدمين عنه الذين سمعوا منه بواسط ليس فيه تخليط مثل يزيد بن هارون وإسحاق الأزرق، وسماع المتأخرين عنه بالكوفة فيه أوهام كثيرة»، ونقل ابن رجب في "شرح علل الترمذي " ٢/ ٥٨٩ ط. عتر و ٢/ ٧٥٩ ط. همام عن محمد بن عمار الموصلي أنه قال:«شريك كتبه صحاح فمن سمع منه من كتبه فهو صحيح، قال: ولم يسمع من كتابه إلا إسحاق الأزرق».
وأخرجه: العقيلي في "الضعفاء الكبير" ٣/ ٣٩١، ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" ٣/ ٢٨٧ وفي ط. الغرب ٤/ ٤٦٢ من طريق عيسى بن يزيد … -وهو ابن داب - عن ابن أبي ذئب، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة ﵂، به.
هذا إسناد ضعيف؛ لضعف عيسى بن يزيد، إذ قال عنه البخاري في "التاريخ الكبير" ٦/ ٢٠٢ (٢٧٨٢): «منكر»، ونقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ٦/ ٣٧٢ (١٦١٥) عن أبيه أنَّه قال: «منكر الحديث»، ونقل الذهبي في "ميزان الاعتدال " ٣/ ٣٢٨ عن خلف الأحمر أنَّه قال: «كان يضع الحديث».