للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

"قُلْ لِلمُؤَيِّدِ يُفَرِّجُ عَن عَجْلان"، يعني ابن نُعَيْر (١) أمير المدينة (٢)، وكان مَحْبُوسًا سنة اثنتين وعشرين وثمان مائة (٣).

قال: فلمَّا انْتَبَهْتُ صَعَدْتُ إِلى السُّلطان وحَلَفْتُ لَهُ بِالأَيْمَان المُغَلَّظة، أَنَّني (٤) ما رأيتُ عَجْلَانَ قَطُّ، ولا بَيْنِي وبينَه معرفة، ثمَّ قَصَصْتُ عليه الرُّؤْيَا، فَسَكَتَ. ثم لمَّا انْقضى المجلس قام بنفسه إِلى مَرْمَاة النَّشَّاب (٥) التي اسْتَجَدَّها بِطَرَفِ الدَّرْكَاة (٦)، واسْتَدْعى بِعَجْلانَ من مَحْبَسه بِالبُرْج وأفرج عنه، وأحسن إِليه.

ثم قال التَّقيُّ المقْرِيزيُّ:

"وعندي عدَّةُ حكاياتٍ صحيحةٍ مثل هذه (٧) في حقِّ بني حَسَنٍ وبني حُسَيْنِ؛ فإِيَّاك والوقيعةَ فيهم، فليست (٨) بدعة المبْتدع منهم، أو تفريط المفرِّط منهم في شيء من العبادات (٩)، أو (١٠) ارتكابه محرَّمًا من المحرَّمات


(١) هو الشَّريف عجلان بن نُعَيْر، يتَّصل نسبه إلى علي بن الحسن بن علي. مات مقتولًا سنة (٨٣٢ هـ). له ترجمة في "السلوك" (٧/ ١٩٩)، و"الضوء" (٥/ ١٤٥)، و"التحفة اللطيفة" (٢/ ٢٥٤ - ٢٥٥).
(٢) وقع في (م): أمير مكة! وهو غلط.
(٣) انظر: "إنْباء الغُمْر" (٧/ ٣٤٤) في حوادث المحرم من السنة المذكورة، وكان حبْسُه في قلعة الجبل بالقاهرة.
(٤) في (م): إنِّي.
(٥) مَرْمَاة النَّشَّاب: النَّشَّاب هو السَّهم الذي يعلق بالصيد، وهو مسنَّن سهل الدخول صعب الخروج، وذلك بأن يُطيَّر طيرٌ في الهواء أو يُرمى غرضٌ، أو نحوه فيقوم الرَّامي بإضابته بالنَّشَّاب، وهي في الأصل لعبة فارسية، أول من لعبها من الخلفاء هارون الرَّشيد رحمه الله. ولعلَّ المرماة الموضع الذي يُرمى منه. انظر: "معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي" (ص ١٥١).
(٦) الدَّرْكاة: المدخل. وفي "معرفة ما يجب لآل البيت": "إلى دركاة القلعة". وعلَّق عليه محقق الكتاب: "مدخلها، وهي كلمة فارسية". والكلمة تحرَّفت في (م): الدَّرب! وفي (ك): الدَّركات!
(٧) في (م)، و (ك)، و (هـ): مثل هذا.
(٨) العبارة في (م) هكذا: "قلتُ: فليست بدعة ... " إلخ؛ كأنَّ الكلام منسوبٌ إلى المؤلف.
(٩) في (م): (العبادة)، بالإِفراد.
(١٠) في (م): بالواو.

<<  <  ج: ص:  >  >>