للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بُخْلَك، ولا أغتنمُ بَذْلَك، وإنَّ عطاءَك لَزَيْنٌ، وسؤالَك لشَرَفٌ، وما بامرئٍ بَذَلَ وجهَه إليك عارٌ، ولا منقصةٌ، وإنك بهذا المقام، وأنا بهذا الكلام، أولى من أُميَّة (١) وابنِ جُدْعَان (٢) حيثُ يقول فيه:

عَطَاؤُكَ زَيْنٌ لامرئٍ إنْ حَبَوْتَهُ ... عَطَاءَ وَمَا كُلُّ العَطَاءِ يَزِينُ

وَلَيْسَ بِشَيْنٍ لامْرِئٍ بَذْلُ وَجْهِهِ ... إِلَيْكَ كَمَا بَعْضُ السُّؤالِ يَشِينُ (٣)

فأمر له بمائة ألف! ".

وقال عثمان بن عبد الرحمن (٤) فيما رويناه من طريقه في "المجالسة" (٥):

"عرضت عاتِكَةُ ابنةُ عبد الملك المخْزُومِية (٦) أمُّ إدريس (٧)،


(١) هو أُميَّة بن أبي الصلت، عبد الله بن أبي ربيعة بن عوف، أبو عثمان، ويقال أبو الحكم الثقفي، شاعر جاهلي، قدم الشام قبل الإسلام، وقيل كان مستقيمًا، وأنه كان في أول أمره على الإيمان ثم زاغ عنه، كان مدَّاحًا ونديمًا لابن جُدْعان، وديوانه مطبوع. "طبقات فحول الشعراء" للجمحي (١/ ٢٦٢)، و"الشعر والشعراء" لابن قتيبة (ص ٣٠٥).
(٢) هو عبد الله بن جُدْعَان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم، سيد بني تيم، وهو ابن عمَّ والد أبي بكر الصديق، كان من الكرماء الأجواد في الجاهية، المطعمين للجائعين، كان في أول أمره فقيرًا مُمْلقًا، فوجد كنزًا في أحد جبال مكة فصار من أغنى الناس. انظر: "سيرة ابن هشام" (١/ ١٣٤)، و "البداية والنهاية" (٢/ ٢٠٢)، و"نسب قريش" (ص ٢٩١).
(٣) البيتان موجودان في: "ديوان أمية بن أبي الصلت" (ص ٦٣) -كما عزاه إليه محقق "طبقات فحول الشعراء" (١/ ٢٦٥) - فقرة (٣٦٥)، و "الاشتقاق" (ص ١٤٤)، و "طبقات فحول الشعراء" في الموضع المشار إليه.
(٤) لم أهتد إليه.
(٥) "المجالسة وجواهر العلم" للدينوري (٧/ ٤٤ - تحقيق مشهور) - رقم (٢٨٩٩) من طريق أحمد بن عبَّاد، عن الزبير، عن عثمان بن عبد الرحمن به ..
(٦) هي عاتكة بنت عبد الملك بن الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة، زوج عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، كانت من ربَّات الفصاحة والبلاغة. انظر: "مقاتل الطالبيين" (ص ٣٠ و ٤٣)، و"أعلام النساء" (٣/ ٢٠٨).
(٧) هو إدريس بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أمه عاتكة بنت عبد الملك المخزومية. أفلت من وقعة فخٍّ ومعه مولى له يقال له راشد، فلحق بالمغرب فقام معه أهل=

<<  <  ج: ص:  >  >>