للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الطبري: أي: " رَضي الله عن هؤلاء الصادقين الذين صدقوا في الوفاء له بما وعدوه، من العمل بطاعته واجتناب معاصيه، ورضوا هم عن الله تعالى ذكره في وفائه لهم بما وعدهم على طاعتهم إياه فيما أمرهم ونهاهم، من جزيل ثوابه" (١).

قال النسفي: " {رضي الله عنهم} بالسعي المشكور، {ورضوا عنه} بالجزاء الموفور" (٢).

قال القرطبي: " ثم بين تعالى ثوابهم وأنه راض عنهم رضا لا يغضب بعده أبدا، {ورضوا عنه}، أي: عن الجزاء الذي أثابهم به" (٣).

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثم تجلى لهم الرب تبارك وتعالى فيقول: سلوني، سلوني أعطكم قال: فيسألونه الرضى. فيقول: رضاي أحلكم داري وأنا لكم كرامتي فاسألونى أعطكم، فيسألونه الرضى قال: فيشهدهم أنه قد رضي عنهم" (٤).

قوله تعالى: {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [المائدة: ١١٩]، أي: " ذلك الجزاء والرضا منه عليهم هو الفوز العظيم" (٥).

قال سعيد بن جبير: " يعني: ذلك الثواب الفوز العظيم" (٦).

قال النسفي: " لأنه باق بخلاف الفوز في الدنيا فهو غير باق" (٧).


(١) تفسير الطبري: ١١/ ٢٤٥.
(٢) تفسير النسفي: ١/ ٤٨٨.
(٣) تفسير القرطبي: ٦/ ٣٨٠ - ٣٨١.
(٤) أخرجه ابن ابي حاتم (٧٠٧٠): ص ٤/ ١٢٥٧، ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (٢/ ١٥٠): حدثنا عبد الرحمن المحاربي، فذكره من حديث طويل، وعثمان بن عمير أبو اليقظان الكوفي قال الذهبي: ضعفوه - أي الأئمة - فقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو أحمد الزبيدي: كان يؤمن بالرجعة، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال أحمد والدارقطني: ضعيف، وقال ابن عدي: "رديء المذهب، يؤمن بالرجعة، على أن الثقات قد رووا عنه مع ضعفه". ميزان الاعتدال (٣/ ٥٠).
(٥) التفسير الميسر: ١٢٧.
(٦) أخرجه ابن ابي حاتم (٧٠٧١): ص ٤/ ١٢٥٧.
(٧) تفسير النسفي: ١/ ٤٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>