(٢) الكشاف: ١/ ٤٦٠. (٣) انظر: الصحاح، مادة"ربط": ص ٢/ ٤٨٢. (٤) تفسير الثعلبي: ٣/ ٢٣٨ - ٢٣٩. (٥) ديوانه: ٢٠٦، وفي الأساس، مادة"ربط". (٦) مجاز القرآن: ١/ ١١٢. (٧) انظر: تفسير الطبري (٨٣٨٦): ص ٧/ ٥٠١ - ٥٠٢. (٨) انظر: تفسير مجاهد: ٢٦٤. (٩) انظر: تفسير الطبري (٨٣٨٨): ص ٧/ ٥٠٢. (١٠) انظر: تفسير الطبري (٨٣٨٩): ص ٧/ ٥٠٢. (١١) انظر: تفسير الطبري (٨٣٩٠): ص ٧/ ٥٠٢. (١٢) انظر: تفسير الطبري (٨٣٩١): ص ٧/ ٥٠٣. (١٣) انظر: تفسير الطبري (٨٣٩٢): ص ٧/ ٥٠٣. قال ابن كثير: " وقيل: المراد بالمرابطة هاهنا مرابطة الغزو في نُحور العدو، وحفظ ثُغور الإسلام وصيانتها عن دخول الأعداء إلى حَوْزَة بلاد المسلمين، وقد وردت الأخبار بالترغيب في ذلك، وذِكْر كثرة الثواب فيه، فرَوَى البخاري في صحيحه عن سَهْل بن سَعْد الساعدي، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رباطُ يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها» ". [تفسير ابن كثير: ٢/ ١٩٧]، [والحديث رواه البخاري في صحيحه برقم (٢٨٩٢)] وفي السياق نفسه وردت احاديث أخرى، فمن ذلك: -أخرج الإمام البخاري عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " تَعِسَ عبد الدينار وعبد الدِّرْهَم وعبد الخَميصة، إن أُعْطِيَ رضي، وإن لم يُعْطَ سَخِط، تَعس وانتكَسَ، وإذا شيك فلا انْتَقَش طُوبَى لعَبدٍ آخذٍ بعنان فَرَسه في سبيل الله، أشعثَ رأسُهُ، مُغَبَّرةٍ قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في السَّاقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شَفَع لم يُشفَّعْ". [صحيح البخاري برقم (٢٨٨٦)]. -حديث آخر: أخرج الإمام مسلم عن سَلمان الفارسي، عن رسوله الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "رباطُ يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وَإنْ مات جَرَى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجْرِيَ عليه رزْقُه، وأمِنَ الفَتَّان ". [صحيح مسلم برقم (١٩١٣)]. -حديث آخر: أخرج الإمام مسلم والنسائي عن سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "رِباطُ يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجرِي عليه رزقُه، وأمن الفَتَّان". [صحيح مسلم برقم (١٩١٣) وسنن النسائي (٣٩١٦)]. -حديث آخر: أخرج الإمام أحمد عن فُضالة بن عُبيد، قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كل ميّت يُخْتَمُ على عمله، إلا الذي مات مُرَابطًا في سبيل الله، فإنه يَنْمى له عملُه إلى يوم القيامة، ويأمن فتنة القبر» ". [المسند (٦/ ٢٠) وسنن أبي داود برقم (٢٥٠٠) وسنن الترمذي برقم (١٦٢١) وصحيح ابن حبان (٧/ ٦٩) "الإحسان"]. -حديث آخر: أخرج الإمام احمد عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات مُرَابطا وقي فِتنة القبر، وأمن من الفَزَع الأكبر، وغَدَا عليه وريح برزقه من الجنة، وكتب له أجر المرابط إلى يوم القيامة". [المسند (٢/ ٤٠٤)]. -حديث آخر: أخرج الإمام احمد سمعت عقبة بن عامر يقول: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل ميّت يُخْتَم له على عمله، إلا المرابط في سبيل الله، فإنه يجري عليه عمله حتى يُبْعَثَ ويأمن من الفَتَّان". [المسند (٣/ ١٥٧) وقال الهيثمي في المجمع (٥/ ٢٨٩): "فيه ابن لهيعة وحديثه حسن"]. -حديث آخر أخرج الإمام أحمد عن مُصْعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير قال: قال عثمان، رضي الله عنه - وهو يخطب على منبره -: إني مُحدِّثكم حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يمنعني أن أحدثكم به إلا الضّن بكم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حَرْسُ ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويُصَام نهارها". [المسند (١/ ٦١)]. -حديث آخر: أخرج الإمام أحمد عن سهل بن معاذ عن أبيه معاذ بن أنس، رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من حَرَس من وراء المسلمين في سبيل الله متطوعا لا بأجرة سلطان، لم ير النار بعينيه إلا تَحِلَّة القَسَم، فإن الله يقول: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا} [مريم: ٧١] ". [المسند (٣/ ٤٣٧)]. -حديث آخر: أخرج ابن ماجة عن أبي هُرَيرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مات مُرَابطًا في سبيل الله، أجرى عليه عمله الصالح الذي كان يعمل وأجْري عليه رزقه، وأمن من الفتان، وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفَزَع" [سنن ابن ماجة برقم (٢٧٦٧) وقال البوصيري في الزوائد (٢/ ٣٩١): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات"]. -حديث آخر أخرج الترمذي عن محمد بن المُنْكَدر قال: "مر سَلْمان الفارسي بشُرَحْبِيل بن السِّمْط، وهو في مُرَابَط له، وقد شَق عليه وعلى أصحابه فقال: أفلا أحدثك - يا ابن السمط - بحديث سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى. قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "رِبَاط يوم في سبيل الله أفضل - أو قال: خير - من صيام شهر وقيامه، ومن مات فيه وُقي فِتْنَة القبر، ونَمَا له عمله إلى يوم القيامة". [سنن الترمذي برقم (١٦٦٥)]. -حديث آخر: أخرج الترمذي عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "عَيْنان لا تَمَسُّهما النار: عَيْنٌ بَكَتْ من خَشْيَةِ الله، وعين باتت تَحْرُسُ في سبيل الله". [سنن الترمذي برقم (١٦٣٩)]. -حديث آخر: أخرج أبو داود عن ابن سلام أنه سمع أبا سلام قال: "حدثني السلولي: أنه حدثه سهل ابن الحنظلية أنهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حُنين، فأطنبوا السير حتى كانت عَشِيّة، فحضرت الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل فارس فقال: يا رسول الله، إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهُوازن على بَكْرَة أبيهم بظُعنهم ونَعَمِهم وشَائِهم اجتمعوا إلى حنين، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "تلك غَنِيمَة المسلمين غدًا إن شاء الله تعالى ". ثم قال: "من يحرسنا الليلة؟ " قال أنس بن أبي مرثد: أنا يا رسول الله. فقال: فاركب" فركب فرسًا له، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسْتَقْبِل هذا الشِّعْب حتى تكون في أعلاه ولا يَغَرَّن من قِبَلِك الليلة" فلما أصبحنا خرَج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مُصَلاه فركع ركعتين ثم قال: "هل أحسستم فارسكم؟ " قال رجل: يا رسول الله، ما أحسسناه، فثُوِّب بالصلاة، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يصلي يلتفت إلى الشعب، حتى إذا قضى صلاته قال: "أبْشِرُوا فقد جاءكم فارسكم" فجعلنا ننظر إلى خِلال الشجر في الشعب، فإذا هو قد جاء، حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبحت طلعت الشعبين كليهما، فنظرت فلم أر أحدًا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل نزلت الليلة؟ " قال: لا إلا مصليًا أو قاضيًا حاجة، فقال له: "أوْجَبْتَ، فلا عليك ألا تعمل بعدها". [سنن أبي داود برقم (٢٥٠١) والنسائي في السنن الكبرى برقم (٨٨٧٠)]. -وفي السياق نفسه روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن المبارك من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة قال: "أملى علي عبد الله بن المبارك هذه الأبيات بطرسوس، وودعته للخروج، وأنشدها معي إلى الفضيل بن عياض في سنة سبعين ومائة، وفي رواية: سنة سبع وسبعين ومائة: يا عابدَ الحرمين لَوْ أبْصَرْتَنا ... لَعَلمْتَ أنكَ في العبادِة تلعبُ من كان يخضب خدَّه بدموعِه ... فَنُحورنا بدمائنا تَتَخضَّب أو كان يُتْعِبُ خَيْلَه في باطلٍ ... فخُيولنا يومَ الصبِيحة تَتْعبُ ريحُ العبيرِ لكم ونحنُ عبيرُنا ... وَهجُ السنابِك والغبارُ الأطيبُ ولَقَد أتانا من مَقَالِ نبينا ... قول صَحيح صادق لا يَكْذبُ لا يستوي وَغُبَارَ خيل الله في ... أنف امرئ ودخانَ نار تَلْهَبُ هذا كتاب الله يَنْطق بيننا ... ليس الشهيدُ بمَيِّت لا يَكْذبُ قال: فلقيت الفُضيل بن عياض بكتابه في المسجد الحرام، فلما قرأه ذَرِفَتْ عَيْنَاهُ وقال: صَدَق أبو عبد الرحمن، ونصحني، ثم قال: أنت ممن يكتب الحديث؟ قال: قلت: نعم قال: فاكتب هذا الحديث كرَاءَ حملك كتاب أبي عبد الرحمن إلينا. وأملى عَلَيّ الفُضيل بن عياض: حدثنا منصور بن المعتمر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رجلا قال: يا رسول الله عَلمني عملا أنال به ثواب المجاهدين في سبيل الله فقال: " هل تستطيع أن تُصَلِّي فلا تَفْتُر وتصومَ فلا تُفْطِر؟ " فقال: يا رسول الله، أنا أضْعَفُ من أن أستطيع ذلك، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: " فَوالَّذي نَفْسِي بِيَدِه لو طُوقْتَ ذلك ما بلغتَ المجاهدين في سبيل الله أوما عَلمتَ أن الفرس المجاهد ليَسْتَنُّ في طِوَله فيكتب له بذلك الحسنات". [رواه أحمد في المسند (٥/ ٢٣٦)، وانظر: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (١٤/ ٢٢)، وتفسير ابن كثير: ٢/ ٢٠١ - ٢٠٣].