السرايا: جمع سرية وهى طائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة سموا بذلك لأنهم يكونون خلاصة العسكر وخيارهم، من الشئ "السرى" النفيس.
يستفاد منه
١ - مشروعية التنفيل وهو أن يعطى الإمام السرية أو لبعض أهل الجيش خارجا عن السهمان وليس فى الحديث بيان لكونه من رأس الغنيمة أو من الخمس واللفظ محتمل للأمرين جميعًا والعلماء مختلفون فى ذلك.
٢ - أن بعض المقاصد الخارجة عن محض التعبد لا يقدح فى الإخلاص لأن التنفيل المراد به الترغيب فى زيادة العمل والمغامرة فى الجهاد لم يؤثر فى إخلاصهم إذ لو كان مؤثرًا فيه لما نفاهم الرسول صلى اللَّه عليه وسلم.
٣ - أن لنظر الإمام مدخلا فى المصالح المتعلقة بالمال فيفعل ما تقتضيه المصلحة.
* * *
٤٠٧ - الحديث الثامن عشر: عن أبى موسى عن عبد اللَّه بن قيس عن النبى صلى اللَّه عليه وسلم قال "من حمل علينا السلاح فليس منا (١) ".
راويه
أبو موسى الأشعرى رضى اللَّه عنه
مفرداته
من حمل علينا السلاح: لمقاتلتنا بغير حق.
فليس منا: لما فى ذلك من تخويف المسلمين وإدخال الرعب عليهم وحق المسلم على المسلم نصره والمقاتلة دونه لا إرعابه بحمل السلاح عليه، لإرادة قتاله أو قتله.
يستفاد منه
تحريم قتال المسلمين وتغليظ الأمر فى ذلك.
(١) الأولى الإمساك عن تأويل هذه اللفظة لأن ذلك أبلغ فى الزجر ولذلك كان ابن عيينة ينكر من يقول: فى معنى "ليس منا" ليس على طريقتنا ومع ذلك لا نحملها على الخروج عن الإسلام فى ما دل الدليل على أنه لا يخرج من الإسلام.