للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الدرعية وسمعة الأمير محمد بن سعود الطيبة قد هيأتا للدعوة أرضا صالحة، وقد وصلت إلينا بفضل ابن غنام بعض أسماء أولئك السعداء الذين لبوا هذه الدعوة بكل حماسة في بدايتها، وابتلوا في سبيل ذلك بالمحن والبلايا. وأول من يذكر من الوجهاء والأعيان هم أخوة محمد بن سعود الثلاثة: مشاري، وثنيان، وفرحان١.وامتاز من أهل العلم أحمد بن سويلم وعيسى بن قاسم.

ومن ناحية الوجاهة والتأثير العام يذكر محمد الحزيمي، وعبد الله بن دغيثر وسليمان الوشيقيري، ومحمد بن حسين. وكما يقول فلبي:

"هؤلاء هم فرسان الوهابية البواسل، وتذكر أسماءهم باحترام حتى الآن وأولادهم يعتبرون جديرين بكل تكريم واحترام في القصر الملكي" (ص: ١٢، ١٣)

ابن معمر وندامته علي صنيعه

لقد اضطرب ابن معمر حينما بلغت إليه أخبار انتشار الدعوة، وقبولها المتزايد يوما بعد يوم، فندم على فعلته الأولى، وحضر إلى الشيخ واعتذر إليه، وطلب منه العودة إلى العيينة فأجابه الشيخ بصراحة.

"ليس هذا إليّ. إنما هو إلى محمد بن سعود، فإن أراد أن اذهب معك ذهبت، وإن أراد أن أقيم عنده أقمت. ولا استبدل برجل تلقاني بالقبول غيره إلا أن يأذن لي" ٢.


١ إن بيت الأمير محمد بن سعود وأهله كلهم قد أبلوا بلاء حسنا في سبيل الدعوة والجهاد فيما بعد، ولكننا نتكلم الآن في الدعوة في حياة الشيخ. وقد امتاز في هذا الصدد ثنيان بن سعود (م سنة ١١٨٦ هـ) ومشارى بن سعود "م سنة ١١٨٩ هـ" أما مشارى فقد قدم مساعدات ضخمة لأخيه، وقد أظهر ابنه حسن بن مشارى براعة سيفه في الحروب. وأما ثنيان بن سعود فكان زاهدا عفيف النفس، وهو وإن كان قد حرم من بصره، ولكن بصيرته كانت نافذة. والحقيقة أن محمد بن سعود قد استعد لمساعدة الشيخ بإشارة منه. "روضة الأفكار ١: ٩٤ , ١٠٥ , وعنوان المجد ٢: ١٠".
٢ عنوان المجد ١: ١٣.

<<  <   >  >>