للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

"كنت عنده يوما فقال لي: تريد أن أريك سلاحا أعددته للمجمعة؟ قلت: نعم.

فأدخلني منزلا عنده فيه كتب كثيرة وقال: هذا الذي أعددنا لها١. وتعرف بالشيخ محمد حياة السندي (م ١١٦٥ هـ) بوساطة الشيخ عبد الله بن إبراهيم نفسه، وكان من أساتذة الحديث المعتمدين في المدينة، وصار ابن عبد الوهاب من تلامذته الخواص، ومكث عنده زمنا طويلا٢.

ويذكر في هذا الصدد تتلمذ ابن عبد الوهاب على العالم الشامي الشهير الشيخ علي الداغستاني (م ١١٩٩ هـ) ولكن العقل يستبعده٣ وكذلك ورد في بعض الكتب ذكر استفادته من المحدث الكبير محمد بن سليمان الكردي المدني (م ١١٩٤ هـ) إلا أن السنين والأحوال تشهد بعكس هذا بالإضافة إلى سكوت التواريخ المعتمدة المعاصرة٤.

وقد ذكر الأستاذ المحترم السيد سليمان الندوي أن الشاه ولي الله الدهلوي (م ١١٧٦ هـ) وشيخ الإسلام - رحمهما الله - قد استفادا من منبع واحد أي: المسجد النبوي٥.


١ عنوان المجد ١ / ٧.
٢ عنوان المجد ١ / ٢٥ وسلك الدرر ٤ / ٣٤.
٣ كان الشيخ علي الداغستاني يحتل مكانا عاليا في علماء دمشق. أقام مدة في المدينة وروى عن الشيخ محمد حياة السندي، واستفاد منه عشرات من الناس. ولد في سنة ١١٢٥ هـ، ورحل إلى المدينة النبوية، وطلب العلم ومكث مدة ثم رجع سنة ١١٥٠ هـ (سلك الدرر ٣ / ٢١٥) ، وعلى هذا فيكون صغيرا جدا أثناء إقامة الشيخ في المدينة، ولذلك استبعد استفادة الشيخ منه. وقد ذكر هذا من المعاصرين محب الدين الخطيب (الزهراء رجب ٤٥ هـ) ومحمد حامد الفقي (أثر الدعوة الوهابية في الإصلاح الديني ص: ٤٧) .
٤ لم يذكر ابن غنام ولا ابن بشر تتلمذه على الشيخ سليمان الكردي، وتفرد بذكره أحمد زيني دحلان فقط. (الدرر السنية ص: ٣٥- ٤٢) وبكل قوة. ولكن كتابه هذا -وكذلك كتابه خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام- مليء بالأخطاء، بل الافتراءات حتى أن القلب لا يرضى أن يقبل هذه الرواية التي لا تضر شيئا، ثم إن السنين تشهد بخلافه. فمحمد بن سليمان الكردي توفي سنة ١١٩٤ هـ عن عمر سبع وستين سنة (سلك الدرر ٤ / ١١١ , ١١٢) ، وهكذا تكون ولادته في سنة ١١٢٧ هـ تقريبا، ويكون صغير السن أيام طلب الشيخ وتتلمذه عليه بعيد.
٥ مذهب سلاطين نجد معارف نوفمبر سنة ٢٤.

<<  <   >  >>