للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد تقدم (١) النقل عن جماعة أنهم جعلوا عرض المناولة المقرونة بالإجازة بمنزلة السماع، فهؤلاء يقولون: "حدثنا " و " أخبرنا "، بلا إشكال (٢).

والذي عليه جمهور المحدثين قديماً وحديثاً: أنه لا يجوز إطلاق "حدثنا" ولا "أخبرنا" بل مقيداً (٣).

وكان الأوزاعي يخصص الإجازة بقوله "خبَّرنا" بالتشديد (٤).

القسم الخامس:

المكاتبة (٥): بأن يكتب إليه بشيء من حديثه.

فإن أذن له في روايته عنه، فهو كالمناولة المقرونة بالإجازة. وإن لم تكن معها إجازة، فقد جوز الرواية بها أيوب، ومنصور، والليث، وغير واحد من الفقهاء الشافعية والأصوليين (٦)، وهو المشهور، وجعلوا ذلك أقوى من الإجازة المجردة، وقطع الماوردي بمنع ذلك (٧). والله أعلم.


(١) في الأصل: "سلف"
(٢) انظر المقدمة ص ٣٥١
(٣) نظر المقدمة ص ٣٥٢
(٤) ذكره الرامهرمزي مسندا عن الأوزاعي في [المحدث الفاصل] ١/ ٤٣٢، والخطيب في الكفاية ٢/ ٢٥١.
(٥) انظر المحدث الفاصل ١/ ٤٥٠، الكفاية ٢/ ٣١٧.
(٦) انظر الكفاية ٢/ ٣٣٦ - ٣٣٨، والمقدمة ص ٣٥٤
(٧) صرح بذلك الماوردي في كتابه "الحاوي" ١٦/ ٩٠ قال: " ... وَأَمَّا الْحَالُ الرَّابِعَةُ: فِي مُكَاتَبَةِ الْمُحَدِّثِ بِالْحَدِيثِ فَلَا يَصِحُّ فِيهَا التَّحَمُّلُ"

<<  <   >  >>