للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ورد كذلك في نفش عربي قديم، هو "نقش النمارة"، الذي اكتشفه المستشرق "رينيه ديسو"، في مدفن امرئ القيس بن عمرو بن عدي ويرجع تاريخه إلى سنة ٣٢٨ بعد الميلاد، ففي السطر الأول من هذا النقش، نقرأ الجملة التالية: "تي نفس مر القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو أسر التج"، وهي تعني: "هذا قبر امرئ القيس بن عمرو ملك العرب كلها الذي حاز التاج"١.

وقد شاع استخدام "ذو" هذه في كلام أهل طيئ، اسما موصولا عاما للمفرد والمثنى والجمع، والمذكر والمؤنث، بصورة واحدة لا تتغير في كل ذلك٢.

وهي كثيرة الورود بهذه الصورة في أشعار طيئ، فمن أمثلة ذلك قول سنان الفحل الطائي:

فإن الماء ماء أبي وجدي ... وبئري ذو حفرت وذو طويت٣

وقول قيس بن جروة الطائي الملقب بعارق:

لئن لم تغير بعض ما قد صنعتم ... لأنتحين للعظم ذو أنا عارقه٤


١ انظر كتابنا: فصول في فقه العربية ٥٥-٥٦.
٢ انظر في ذلك: لسان العرب "الألف اللينة" ٢٠/ ٣٤٨ وشرح الحماسة للمرزوقي ٢/ ٥٩١ والأزهية للهروي ٣٠٣ وأمالي ابن الشجري ٢/ ٣٠٥ وشرح الرضي على الكافية ٢/ ٤١.
٣ البيت له في شرح المرزوقي للحماسة ٢/ ٥٩١ وشرح التصريح ١/ ١٣٧ واللسان "الألف اللينة" ٢٠/ ٣٤٨ والأزهية ٣٠٣ ومجمع الأمثال ١/ ٤٥ وتوضيح المقاصد للمرادي ١/ ٢٢٨ وأمالي ابن الشجري ٢/ ٣٠٥ وشرح التسهيل لابن مالك ١/ ٢٢٢ وشرح ابن يعيش للمفصل ٣/ ١٤٧ وتهذيب اللغة ١٥/ ٤٤ والدرر اللوامع ١/ ٥٩ وعجزه في شرح الرضي للكافية ٢/ ٤١ وبصائر ذوي التمييز ٣/ ٢٥.
٤ البيت له في ديوان حاتم الطائي ١٧٠ والنقائض ٢/ ١٠٨٢ وشرح المرزوقي للحماسة ٣/ ١٤٤٧، ٤ / ١٧٤٦ وخزانة الأدب ٣/ ٣٣٠ والمزهر ٢/ ٤٣٨ وألقاب الشعراء ٢/ ٣٢٧ وشرح ابن يعيش للمفصل ٣/ ١٤٨ وينسب له أو لعمرو بن ملقط الطائي في نوادر أبي زيد ٦١.

<<  <   >  >>