للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- قلب الياء والواو في مثل: "بَقِيَ" و"سَرُو" ألفا.

من المعروف في اللغة العربية الفصحى، أن الياء والواو إذا تحركتا وفتح ما قبلهما، قلبتا ألفين، مثل: سَعَى، وأصلها: سَعَيَ، دعا، وأصلها: دَعَوَ. فإن كان ما قبلهما مكسورا أو مضموما، لم تقلب واحدة منهما ألفا. ولذلك بقيت الياء في مثل: "رضي" والواو في مثل: "سرو" لاختلال شرط الفتح قبلهما.

أما قبيلة طيئ، فإنها تطرد الباب على وتيرة واحدة، ولطيئ توسع في اللغات"١ كما روي عنها، فهي هنا تطرد الباب على وتيرة واحدة، فتقلب كل ياء أو واو متحركة ألفا، بشرط تحرك ما قبلها على الإطلاق، دون تخصيص هذه الحركة بالفتح. قال الجوهري: "وطيئ تقول: بقا وبقت، مكان: بقي وبقيت. وكذلك أخواتها من المعتل"٢.

كما يقول القزاز القيرواني: "ومما يجوز للشاعر أن يقول في دُهِيَ: دُهَا، وهي لغة لطيئ. وكذلك يجوز له أيضا أن يفعل في الواو. وحُكي أن ذلك في طيئ أيضا، وأنهم يقولون في قرنوة وعرقوة: قرناة وعرقاة، فيصنعون في الواو ما صنعوا في الياء من البدل"٣.

ويمتلئ شعر الطائيين بهذه الظاهرة، ويتضح ذلك بصورة خاصة في شعر زيد الخيل الطائي، فمن ذلك قوله:


١ انظر في هذا القول: الأفعال لابن القوطية ٥ والأفعال لابن القطاع ١/ ١٥ والمزهر للسيوطي ٢/ ٩٨.
٢ الصحاح "بقي" ٦/ ٢٢٨٤ وانظر كذلك: تسهيل الفوائد لابن مالك ٣١١ وشرح المفضليات لابن الأنباري "٧٦٧ والمصباح المنير "بقي" ١/ ٣٢ وشمس العلوم ١/ ٣١ والممتع لابن عصفور ١/ ١٥٣ والجنى الداني للمرادي ٣٩٠ والبارع للقالي ٥١٢ واللسان "فني" ٢٠/ ٢٣
٣ ما يجوز للشاعر في الضرورة ٢٦٢-٢٦٤.

<<  <   >  >>