للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاهتداء، وأما الإتيان بخبر كان {مِنَ الْكَافِرِينَ} دون أن يقول (وكان كافراً) فلأن إثبات الوصف لموصوف بعنوان كون الموصوف واحداً من جماعة تثبت لهم ذلك الوصف أدل على شدة تمكن الوصف منه مما لو أثبت له الوصف وحده. (١)

وعلى هذا التخريج، فلا دلالة في الآية على مسألة الموافاة، وهو تخريج حسن، يتضمن قول من قال أنها بمعنى (صار)، لكن القول إن كان بمعنى (صار) تقريب للمعنى، وهذا يفيد قوة الاتصاف بالصفة، وكأنها قديمة راسخة وليست مجرد تحول جديد بل هو تحول تام كأنه من قديم، فهي تدل على أن إبليس بإبائه واستكباره صار من الكافرين مع الدلالة على رسوخ الصفة وكونه كفراً شديداً قوياً في بابه، ويضاف إلى هذا أنه قال {وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} ولم يقل (كان كافراً)، والأول أبلغ وأدل على أنه من جملة المعروفين المتصفين بهذه الصفة. (٢)

وإن كان قول الجمهور أن (كان) على بابها من المضي كما قال به الخطيب، لا يخلو من وجاهة وقوة، والله تعالى أعلم.


(١) التحرير والتنوير (١/ ٤٢٦)
(٢) ينظر في الترجيح: ملتقى أهل التفسيرعلى الشبكة.

<<  <   >  >>