للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال القرطبي: (قال ابن فورك (١) «كان» هنا بمعنى: صار، خطأ ترده الأصول. (٢) وقال جمهور المتأولين: المعنى أي كان في علم الله تعالى أنه سيكفر، لأن الكافر حقيقة والمؤمن حقيقة هو الذي قد علم الله منه الموافاة. قلت: وهذا صحيح، لقوله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري: «وإنما الأعمال بالخواتيم» (٣)). (٤)

وممن نصَّ على دلالة (كان) على هذا المعنى: الواحدي، والبغوي، وابن عطية، والقرطبي، والخازن وأبو السعود، والألوسي، وغيرهم. (٥)

وهذا هو الظاهر أن (كان) على بابها في الدلالة على الماضي، والعبرة بالإيمان الذي يوافي العبد عليه ربه في آخر حياته وأول منازل آخرته.

قال ابن أبي العز: (الإنسان إنما يكون عند الله مؤمناً أو كافراً باعتبار الموافاة، وما سبق في علم الله أنه يكون عليه، وما قبل ذلك لا عبرة به، قالوا: والإيمان الذي


(١) هو محمد بن الحسن بن فورك الأنصاري الأصبهاني، أبو بكر: واعظ عالم بالاصول والكلام، من فقهاء الشافعية، سمع بالبصرة وبغداد، وحدث بنيسابور، وبنى فيها مدرسة، كان أشعريا، بلغت تصانيفه في أصول الدين وأصول الفقه ومعاني القرآن قريبا من المئة، روى عنه الحاكم حديثاً، توفي سنة ٤٠٦ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء (٣٣/ ٢٠٤) (والأعلام (٦/ ٨٣)
(٢) ينظر قول ابن فورك في: المحرر الوجيز لابن عطية (١/ ١٢٥)، وفتح القدير للشوكاني (١/ ٧٩).
(٣) أخرجه البخاري في كتاب القدر، باب: العمل بالخواتيم، برقم (٦٦٠٦)، (٨/ ١٢٤)
(٤) الجامع لأحكام القرآن (١/ ٢٩٧)
(٥) ينظر: الوسيط (١/ ١٢٠)، ومعالم التنزيل (١/ ١٠٤)، والمحرر الوجيز (١/ ١٢٦)، والجامع لأحكام القرآن (١/ ٢٩٧)، ولباب التأويل (١/ ٣٧)، وإرشاد العقل (١/ ٨٩)، وروح المعاني (١/ ٢٣٣).

<<  <   >  >>