للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يؤمرون، فلو كان إبليس ملَكاً ما عصى الله، ولأنه قال {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي} [الكهف: ٥٠] والملائكة لاذرية لهم. (١)

قال الطبري: (وهذه علل تنبئ عن ضعف معرفة أهلها.) وردَّ هذه الحجج مرجِّحاً كونه من الملائكة. (٢)

قال البغوي: (قال ابن عباس وأكثر المفسرين: كان إبليس من الملائكة، وقال الحسن: كان من الجن ولم يكن من الملائكة، لقوله تعالى: {إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} [الكهف: ٥٠]، فهو أصل الجن كما أن آدم أصل الإنس، ولأنه خلق من النار والملائكة خلقوا من النور، ولأن له ذرية ولا ذرية للملائكة، والأول أصح لأن خطاب السجود كان مع الملائكة، وقوله: كان من الجن، أي: من الملائكة الذين هم خزنة الجنة). (٣)

والذي عليه جماعة من المحققين من أهل العلم، وبه قال شيخ الإسلام ابن تيمية، والزمخشري، وابن كثير، والسيوطي، والشنقيطي (٤)، وابن عثيمين، وغيرهم (٥) أنه من الجن؛ لأن قوله تعالى {كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} [الكهف:


(١) ينظر: مدارك التنزيل للنسفي (١/ ٨٠)، والبحر المحيط لأبي حيان (١/ ٢٤٨).
(٢) جامع البيان (١/ ٥٠٨)
(٣) معالم التنزيل (١/ ١٠٤)
(٤) هو محمد الأمين بن محمد المختار بن عبدالقادر بن محمد بن أحمد، الجكني الشنقيطي، كان إماماً عابداً، عالماً بالتفسير، والفقه وأصوله، والنحو، والأدب، له (أضواء البيان) في التفسير، و (مذكرة في أصول الفقه) وغيرها، توفي سنة ١٣٩٣ هـ. تنظر: ترجمته في أضواء البيان (١٠/ ١٨) لتلميذه الشيخ عطية سالم (وهي ملحقة في آخر الجزء العاشر)، وترجمة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي لعبدالرحمن السديس، ص ٩، وعلماء ومفكرون عرفتهم لمحمد المجذوب (١/ ١٧١).
(٥) ينظر: مجموع الفتاوى (٤/ ٣٤٦)، والكشاف (١/ ١٢٧)، وتفسير القرآن العظيم (٥/ ١٦٧)، وتفسير الجلالين (١/ ٣٨٨)، والحبائك في أخبار الملائك (١/ ٢٥٤)، وأضواء البيان (٣/ ٢٩١)، وتفسير سورة الكهف للعثيمين (١/ ٩١)، وأيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري (٣/ ٢٦٥)

<<  <   >  >>