سلمة، ولو قلت: إني ما رأيته ضاحكًا قط صدقت، كان مشغولًا
بنفسه، إما أن يحدث، وإما أن يصلي، وإما أن يقرأ، وإما أن يسبح،
كان قد قسم النهار على هذه الأعمال.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: لو قيل لحماد بن سلمة: إنك تموت
غدًا، ما قدر أن يزيد في العمل شيئًا.
وقال يونس المؤدب: مات حماد بن سلمة في المسجد وهو يصلي.
وروى سوار بن عبد الله العنبري، عن أبيه قال: كنت آتي حماد بن
سلمة في سوقه، فإذا ربح في ثوب حبة أو حبتين شد جونته فلم يبع
شيئًا.
وقال رستة عن حاتم بن عبيد الله: كان حماد بن سلمة يدخل السوق
فيوبح دانقين فيوجع.
وقال موسى بن إسماعيل: سمعت حماد سلمة يقول لرجل: إن
دعاك الأمير أن تقرأ عليه " قُلْ هُوَ الله أحَد" فلا تأته.
وقال آدم بن أبي إياس: شهدت حماد بن سلمة ودَعَوْهُ -يعني
السلطان- فقال: أحمل لحية حمراء إلى هؤلاء! لا والله.
وقال قريش بن أنس: قال حماد بن سلمة: ما كان من
شأني أن أحدث أبدًا حتى رأيت أيوب السختياني في النوم، فقال لي:
حدث، فإن الناس يقبلون.
وقيل: أهدى لحماد إنسان هدية فقال: إن قبلتها لم أحدثك، وإن
لم أقبلها حدثتك. قال: لا تقبلها وحدثني.
قال ابن حبان: حماد بن سلمة الخزاز (١) أبو سلمة بن أبي صخرة،
(١) الخزاز: لبيعه الخز، توضيح المشتبه (٢/ ٣٥٠) وترجم له.