معه نحو منزله حتى انتهيت إلى هدم بالزوراء فيه عجيزة، فأعطاها
الدرهم، ثم قال: يا ابن أخي، إني غدوت إلى السوق فرأيت هذه،
فجعلت لله أن لا أربح شيئًا إلا أعطيتها، فكرهت أن أنصرف حتى
أصيب لها شيئًا. ثم صرنا إلى المنزل فدعا بطعامه فأكلنا، ثم قال: يا
ابن أخي، ذكرت دين أبيك، فإن كان ترك مائة ألف فعلي نصفها. قلت:
ترك أكثر من ذلك. قال: فإن كان ترك مائتي ألف فعليَّ نصفها. قلت:
ترك أكثر من ذلك. قال: فإن كان ترك ثلاثمائة ألف فعلي نصفها.
قلت: ترك أكثر من ذلك. قال: لله أنت، كم ترك أبوك؟ فأخبرته،
أحسب أنه قال: ألفي ألف درهم. قال: ، ما أراد أبوك إلا أن يدعنا
عالة. قلت: إنه ترك وفاءً أموالًا، وجئت أستشيرك فيها، منها سبعمائة
ألف لعبد الله بن جعفر، وللزبير معه شرك في أرض. قال: فاعمد
إليه فقاسمه، وإن سامك قبل المقاسمة فلا تبعه. فأتيته، فقاسمته،
فقال: كان لي على أبيك سبعمائة ألف، وقد أخذت الأرض بها، ثم
بعث معاوية إلى ابن جعفر فاشترى منه ذلك الحق كله بالفي ألف.
إبراهيم بن المنذر، عن سفيان بن حمزة الأسلمي، حدثني كثير بن
زيد، عن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة قال: كبر حكيم بن حزام
حتى ذهب بصره، ثم اشتد وجعه، فقلت: والله لأحضرنه فلأَنظُرَنَّ ما
يتكلم به عند الموت، فإذا هو يهمهم، فأصغيت إليه فإذا هو يقول:
لا إله إلا أنت أحبك وأخشاك، فلم تزل كلمته حتى مات.
وفي رواية: فإذا هو يقول: لا إله إلا الله قد كنت أخشاك فأنا اليوم
أرجوك.
قال مصعب بن عبد الله وجماعة: مات سنة أربع وخمسين. وقال
البخاري: مات سنة ستين.