قدوم أصحاب الفيل بثلاث عشرة سنة، وأعقل حين أراد عبد المطلب أن
يذبح ابنه عبد الله حين وقع نذره قبل أن يولد النبي - صلى الله عليه وسلم - بخمس سنين.
وقال الزبير: حدثني مصعب بن عثمان قال: دخلت أم حكيم بن
حزام الكعبة مع نسوة وهي حامل، فضربها المخاض في الكعبة، فأتيت
بنطع حين أعجلها الولاد، فولدت حكيمًا في الكعبة، وكان من سادات
قريش ووجوهها.
قال الزبير: وكان شديد الأدمة خفيف اللحم.
عبد الله بن صالح، نا الليث، حدثني عبيد الله بن المغيرة، عن
عراك بن مالك: أن حكيم بن حزام قال: كان محمد - صلى الله عليه وسلم - أحب رجل
من الناس إليَّ في الجاهلية، فلما نبِّئ وخرج إلى المدينة شهد حكيم
الموسم، فوجد حُلة ذي يزن فاشتراها ليهديها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدم
بها عليه المدينة فأبى، وقال: لا نقبل من المشركين شيئًا ولكن إن شئت
بالثمن. قال: فأعطيته إياها حين أبى علي الهدية فلبسها فرأيتها عليه
على المنبر، فلما أر شيئًا أحسن منه يومئذ فيها، ثم أعطاها أسامة،
فرآها حكيم على أسامة فقال: يا أسامة، أتلبس حلة ذي يزن؟ قال:
نعم، والله لأنا خير من ذي يزن، ولأبي خير من أبيه، فانطلقت إلى
مكة فأعْجَبْتُهم بقول أسامة.
وعن حكيم قال: كنت رجلًا تاجرًا أخرج إلى اليمن، وآتي الشام
فأربح أرباحًا كثيرة في البَزِّ، ويقال: إنه قدم بالحُلَّة في
هدنة الحديبية.
وعنه قال: سامني معاوية داري بمكة فبعتها منه بأربعين ألف دينار،
فبلغني أن ابن الزبير قال: ما يدري هذا الشيخ ما باع، لنردَّن عليه بيعه.
فقلت: والله ما ابتعتها إلا بزق من خمر، وكان حكيم كثمِر البِرِّ
= التهذيب (٢٩/ ١١٧) أنه يروي عن جده لأمه أبي حبيبة مولى الزبير.