للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لا تُضيقنَّ في الأمور فقد يُكـ ... شف لأْوَاؤُها بغير احتيالِ

ربما تَجزع النفوس من الأمـ ... ر له فَرْجَةٌ كَحلِّ العِقَالِ

قد تصاب الجبالُ في آخر الصف ... وينجو مقارعُ الأبطالِ

فقلت: ما وراءك يا أعرابي قال: مات الحجاج. فلم أدر بأيهما

أفرح بموت الحجاج أو بقوله "فرجة" لأني كنت أطلب شاهدًا

لاختياري {إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ} (١). وعن أبي عمرو قال: قيل لرجل

عمَّر أتحب الموت؟ قال: لا. قيل: فلم وقد ذهب عنك شهوة النساء

والطعام؟ قال: أحب أن أسمع الأعاجيب. (٢) وروى محمد بن تميم

النهشلي عن الأصمعي قال: قال أبو عمرو بن العلاء: كنت في ضيعتي

فاشتد علي الحر فبينا أنا أدور فيها وسط النهار إذ سمعت قائلا يقول:

وإنَّ امرءًا دنياه أكبرُ هَمِّه ... لمُسْتمسكٌ منها بحبلِ غُرورِ

قال: فنقشته على خاتمي، فكان نقش خاتمه. وقال زكريا المنقري

عن الأصمعي قال: كان على خاتم أبي عمرو ... فذكر البيت. وقال

محمد بن صالح بن النطاح عن أبي عبيدة: خرج أبو عمرو بن العلاء

إلى دمشق إلى عبد الوهاب بن إبراهيم يجتديه، ثم رجع فمات

بالكوفة، فحدثني يونس أن أبا عمرو كان يغشى عليه ويفيق، فأفاق من

غشية له فإذا ابنه بشر يبكي فقال: ما يبكيك وقد أتت عليَّ أربع وثمانون

سنة. وقال الأصمعي: عاش ستًّا وثمانين سنة. وقال ابن قتيبة: مات

سنة أربع وخمسين ومائة وقال خليفة: سنة سبع وخمسين

فيها مات أبو عمرو، وأبو سفيان (بن) (٣) العلاء.

قلت: الصحيح سنة أربع قاله الأصمعي وغيره.


(١) البقرة: ٢٤٩.
(٢) حاشية غير مكتملة بالأصل.
(٣) في "خ": ابنا. وكلاهما صواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>