للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

قال الحاكم: فحدثني محمد بن إسحاق الأصبهاني- يعني: ابن

منده - قال: سمعت مشايخنا بمصر يذكرون أن أبا عبد الرحمن فارق

مصر في آخر عمره، وخرج إلى دمشق، فسئل بها عن معاوية، وما

روي في فضائله فقال: ألا يرضى معاوية رأسًا برأس حتى يُفضَّل؟ ! فما

زالوا يدفعون في حِضْنَيْه (١) حتى أخرج من السجد، ثم حُمل إلى مكة

ومات بها سنة ثلاث وثلاثمائة، وهو مدفون بها.

وقال أبو الحسن القابسي: سمعت الحسن بن أبي هلال يقول: سئل

النسائي عن معاوية، فقال: إنما الإسلام كدار لها باب، فباب الإسلام

الصحابة؛ فمن آذى الصحابة فإنما أراد الإسلام، كمن نقر الباب إنما

يريد الدخول؛ فمن أراد معاولة فإنما أراد الصحابة.

قلت: قال قاضي مصر أبو القاسم عبد الله بن محمد بن أبي العوام

السعدي: ثنا أحمد بن شعيب النسائي، ثنا إسحاق بن راهويه، ثنا

محمد بن أعين قال: قلت لابن المبارك: إن فلانًا يقول: من زعم أن

قوله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي} (٢) خلوق فهو كافر. فقال

ابن المبارك: صدق.

قال النسائي: بهذا أقول.

قال: وقال أبو سعيد بن يونس: قدم النسائي مصر قديمًا وكتب بها،

وكُتب عنه، وكان إمامًا في الحديث ثقة ثبتًا حافظًا، كان خروجه من

مصر في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة، وتوفي بفلسطين يوم الإثنين

لثلاث عشرة خلت من صفر سنة ثلاث.

وقال الطحاوي: مات في صفر بفلسطين. وقيل: بالرملة، ودفن


(١) الحِضن: الجب. انظر النهاية (١/ ٤٠٠).
(٢) طه: ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>