للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(١٥٩٤) وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبيُّ ذَاتَ يَوْمٍ مَسْرُورًا، تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ، فَقَالَ: «أَلَمْ تَرَيْ إِلَى مُجَزِّزٍ الْمُدْلِجِيِّ؟ نَظَرَ آنِفًا إِلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَقَالَ: هَذِهِ أَقْدَامٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (١).

* * *

هذا الحديث أصل في الحكم بالقيافة، وهي مأخوذة من القَفْو، وهي اتِّباع الأثر، والفعل قفا يقفو، وقاف يقُوف، ويقال لمن يعرف الأثر: قائف، ويجمع على قافة، والقيافة أمر فطري في بعض القبائل، وفي بعض الأشخاص، وهي ضرب من الفراسة الطبيعية، ومن قبائل العرب المعروفة بهذا العلم بنو مُدلج وبنو أسد، والعرب تعترف لهم بذلك، وليس ذلك خاصًا بهم على الصحيح، كما قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (٢).

وفي الحديث فوائد؛ منها:

١ - حُبُّ النبي لزيد وابنه أسامة، وكلاهما حِبُّ رسول الله .

٢ - سرور النبي بما يبطل الطعن في نسب أسامة من أبيه، ومعنى: «تَبْرُقُ أَسَارِيرُ» أي: يظهر على وجهه السرور، الأسارير هي الخطوط التي في جبهة الإنسان، واحدها سَرَرٌ وسِرٌّ، وجمعها أسرار، وأسارير جمع الجمع.

٣ - أن النبي بشر يتأثر بأسباب السرور والحزن.

٤ - السرور بما به صيانة العرض.

٥ - أن من علم القيافة معرفة الشبه الخفي بين أعضاء الناس.

٦ - أن اختلاف الشبه بين الرجل وابنه لا يوجب الطعن في نسبه.

٧ - اعتبار قول القائف.

٨ - أن مُجزِّزًا المدلجي كان معروفًا بالقِيافة، وكذا قبيلته، كما تقدم.

* * * * *


(١) البخاري (٦٧٧٠)، ومسلم (١٤٥٩).
(٢) «فتح الباري» (١٢/ ٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>