للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سألْتُ نبيّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يشفعَ لي يومَ القيامة، قال: "أنا فاعل" قُلْتُ: فأين أطلُبُك يوم القيامة يا نبيّ اللَّه؟ قال: "اطلُبْني أوّلَ ما تَطْلُبُني على الصّراط". قُلْتُ: فإذا لم ألقَك على الصِّراط؟ قال: "فأنا عند الميزان" قُلتُ: فإن لم ألقَكَ عند الميزان؟ قال: "فأنا عندَ الحوض، لا أُخطىءُ هذه الثلاثة مواطن يومَ القيامة" (١).

(٥٧٥) الحديث الثاني والخمسون بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا إسماعيل (٢) قال: حدّثني مالك عن إسحق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة أنّه سمع أنس بن مالك يقول:

إنّ خيّاطًا دعا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لطعامٍ صنعَه، قال أنس: فذهبتُ مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى ذلك الطّعام، فقَرَّبَ إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خُبْزًا من شعير ومرقًا فيه دُبّاء وقديد، قال أنس: فرأيتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يتتبّع الدّبّاء من حول الصَّحفة، فلم أزل أحِبُّ الدّبّاء من يومئذٍ.

أخرجاه (٣).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن أبي عديّ عن حُميد عن أنس قال:

بعثتْ معي أُمُّ سُليم بمِكْتَل فيه رُطَبٌ إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فلم أجِدْه، وخرج إلى مولى له دعاه صنع له طعامًا. قال: فأتيتُه فإذا هو جمل، فدعاني لآكلَ معه. قال: وصنعَ له ثَريدًا بِلحمٍ وقرع، فإذا هو يُعْجبه المقرعُ، قال: فجعلْتُ أجمعُه فأُدنيه منه، فلمّا طعِمَ رَجعَ إلى منزله. قال: فوضعْتُ المِكْتَل بين يدَيه، فجعل يأكلُ ويقسِمُ حتى فرغ من آخره (٤).


(١) المسند ٢٠/ ٢١٠ (١٢٨٢٥). ومن طريق حرب بن ميمون في الترمذي ٤/ ٥٣٧ (٢٤٣٣) وقال أبو عيسى: هذا حديث حسنٌ غريب، لا نعرفه إلّا من هذا الوجه. وجعله الألباني في صحيح الترمذي. وحكم محقّق المسند بقوله: رجاله رجال الصحيح، ومتنه غريب.
(٢) وهو ابن أبي أُويس.
(٣) البخاريّ ٩/ ٥٦٣ (٥٤٣٩) وينظر أطرافه في ٤/ ٣١٨ (٢٠٩٢)، ومسلم ٣/ ١٦١٥ (٢٠٤١). وهو من طريق مالك مختصرًا في المسند ١٩/ ٤٩٣ (١٢٥١٣) وله روايات كثيرة في المسند - ينظر حاشية ١٩/ ١٠٩.
(٤) المسند ٧٩/ ١٠١ (١٢٠٥٢)، وإسناده صحيح. وبه أخرجه ابن ماجة ٢/ ١٠٩٨ (٣٣٠٣) قال في الزوائد: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، والحديث قد رواه الأئمة الستة من طريق أنس أيضًا بلفظ قريب من هذا. وصحّح ابن حبّان الحديث ١٤/ ٢٩٢ (٦٣٨٠) من طريق حُميد.

<<  <  ج: ص:  >  >>