وعُبيد اللَّه بن عبد اللَّه أنّهما أخبراه عن عبد الرحمن عبد القاريّ قال: سمعت عمر بن الخطّاب يقول:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من نام عن حِزبه أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر إلى الظهر، كُتِبَ له كأنّه قرأه من الليل".
انفرد بإخراجه مسلم (١).
(٥٧٧٦) الحديث الثاني والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا مَعْمر عن الزهري عن عُبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي ثور عن ابن عبّاس قال:
لم أزلْ حريصًا على أن أسألَ عمرَ بن الخطّاب عن المرأتين من أزواج النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- اللّتَين قال اللَّه عزّ وجلّ:{إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}[التحريم: ٤] حتى حجّ عمرُ وحَجَجْتُ معه. فلمّا كُنّا ببعض الطريق عَدَل عمرُ وعَدَلْتُ معه بالإداوة، فتبرَّزَ ثم أتاني، فسَكَبْتُ على يديه فتوضّأَ، فقلتُ: يا أَمير المؤمنين، مَنِ المرأتان مِن أَزواج النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- اللتان قال اللَّه تعالى:{إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} فقال عمر: واعجبًا لك يا ابنَ عباس! -قال الزهري: كَرِه واللَّهِ، ما سأَله عنه ولم يَكتُمْه عنه- قال: هي حفصة وعائشة.
قال: ثم أَخذَ يسوقُ الحديثَ، قال: كُنّا معشرَ قريش قومًا نَغْلِبُ النساءَ، فلمّا قَدِمنا المدينةَ وجَدْنا قومًا تَغلِبُهم نساؤُهم، فَطَفِقَ نساؤنا يتعلّمْنَ من نسائِهم، قال: وكان منزلي في بني أُمية بن زيد بالعَوالي، قال: فتغضَّبْتُ يومًا على امرأَتي، فإذا هي تُراجعُني، فأَنكرتُ أن تراجِعَني، فقالت: ما تُنْكِرُ أن أُراجِعَك، فواللَّهِ إنّ أَزواجَ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ليُراجِعْنَه، وتهجُرُه إحداهنَّ اليومَ إلى الليل. قال: فانطلقتُ، فدخلْت على حفصةَ، فقلتُ: أَتُراجِعين رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قالت: نعم. قلت: وتهجُرُه إحداكُنَّ اليومَ إلى الليل؟ قالت: نعم. قلتُ: قد خاب من فَعل ذلك منكنّ وخَسِرَ، أَفتأْمَنُ إحداكُنّ أنْ يَغْضَبَ اللَّه عليها لغَضَبِ رسوله، فإذا هي قد هَلَكَت؟ لا تُراجعي رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولا تسأَليه شيئًا، وسَليني ما بدا لكِ، ولا يَغُرَّنّكِ أَن كانت جارَتُكِ هي أَوسمَ وأَحبَّ إلى رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- منك - يريد عائشة.
قال: وكان لي جارٌ من الأنصار، وكنّا ننتاوبُ النُّزول إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فينزلُ يومًا،
(١) مسلم ١/ ٥١٥ (٧٤٧) ومن طريق يونس بن يزيد أخرجه أحمد ١/ ٣٤٣ (٢٢٠).