للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي فيه حمزة، فاستأذن عليه فأُذِن له، فطَفِقَ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يلومُ حمزة فيما فعل، فإذا حمزة ثَمِلٌ، مُحْمَرّةٌ عيناه، فنظر حمزةُ إلى النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فصعَّدَ النّظرَ إلى ركبتيه، ثم صعَّدَ النَّظر إلى سُرّته ثم صَعَّدَ النظَرَ فنظر إلى وجهه، ثم قال حمزة: وهل أنتم إلّا عبيدٌ لأبي؟ فعرف النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنّه ثَمِلٌ، فَنَكَصَ على عَقِبَيه القَهْقَرى، فخرجَ وخرجْنا معه.

أخرجاه جميعًا.

وفي رواية: وذلك قبل تحريم الخمر (١).

والشارف: الناقة المُسِنَّة، والجمع شُرُف. والمعنى: انهض إلى الشُّرُف

والنِّواء: السِّمان.

والقَينة: المُغَنِّية.

والثَّمِل: السّكران.

والشَّرب: القوم يجتمعون للشراب.

(٥٦٤١) الحديث التاسع والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن علي بن زيد عن الحسن عن قيس بن عُباد قال:

كُنّا مع عليّ، فكان إذا شهد مشهدًا، أو أشرف على أكمة، أو هبط واديًا قال: سبحان اللَّه، صدق اللَّه ورسولُه، فقلت لرجل من بني يَشْكر: انطلق بنا إلى أمير المؤمنين حتى نسألَهَ عن قوله: صدق اللَّه ورسولُه. قال: فانْطَلَقْنا إليه فقلنا: يا أميرَ المؤمنين، رأيناك إذا شَهِدْتَ مَشهدًا أو هَبَطْتَ واديًا أو أشرفْت على أكمة قلتَ: صدق اللَّه ورسولُه، فهل عَهِدَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- شيئًا في ذلك؟ قال: فأعرضَ عنّا، فألحَحْنا عليه، فلما رأى ذلك قال: واللَّه ما عَهِدَ إليّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عَهْدًا إلّا شيئًا عَهِده إلى النّاس، ولكن النّاس وقعوا على عثمان فقتلوه، فكان غيري فيه أسوأَ حالًا وفعلًا منّي، ثم رأيتُ أنّي أحقُّهم بهذا الأمر، فوَثبْتُ عليه، واللَّه أعلم أصبْنا أم أخطَأْنا (٢).


(١) هذه الرواية في البخاري ٧/ ٣١٦ (٤٠٠٣). وله روايات أُخر، ينظر أطرافه ٤/ ٣١٦ (٢٠٨٩) وأخرجه مسلم عن ابن جُريج عن الزهري، ومن طريق عبد اللَّه بن وهب وعبد اللَّه بن المبارك عن يونس عن الزهري ٣/ ١٥٦٨ - ١٥٧٠ (١٩٧٩). وأخرجه أحمد مختصرًا من طريق الزهري ٢/ ٣٨٢ (١٢٠١).
(٢) المسند ٢/ ٣٨٥ (١٢٠٧) وفيه علي بن زيد، ابن جدعان، وهو ضعيف. وصحّح إسناده الشيخ أحمد شاكر، وضعّفه محقّقو المسند.

<<  <  ج: ص:  >  >>