للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن تقبَضَني إليك غيرَ مفتون. قال: والدرجات: بذل الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام" (١).

(٣٢٤٣) الحديث الثامن والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عمّار بن أبي عمّار أن ابن عبّاس قال:

كنتُ مع أبي عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وعندَه رجلٌ يناجيه، فكان كالمُعْرض عن أبي، فخرَجْنا من عنده، فقال لي أبي: أيْ بُنَيّ، ألا ترى إلى ابن عمَّك كالمُعْرض عني. فقلت: يا أبتِ، إنه كان عنده رجلٌ يُناجيه. قال: فرجعْنا إلى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال أبي: يا رسول اللَّه، قلتُ لعبد اللَّه كذا كذا، فأخبرَني أنّه كان عندك رجلٌ يُناجيك. فهل كان عندك أحدٌ؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وهل رأيتَه يا عبد اللَّه؟ " قلت: نعم. قال: "ذاك جبريل، هو الذي شغلَني عنك" (٢).

(٣٢٤٤) الحديث التاسع والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وهب بن جرير قال: حدّثنا أبي قال: سمعتُ يونس يحدّث عن الزّهري عن عبيد اللَّه عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "خيرُ الصحابة أربعة. وخيرُ السّرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولا يُغلب اثنا عشر [ألفًا] من قِلّة" (٣).


(١) المسند ٥/ ٤٣٧ (٣٤٨٤)، والترمذي ٥/ ٣٤٢ (٣٢٣٣). قال أبو عيسى: وقد ذكروا بين أبي قلابة وبين ابن عبّاس في هذا الحديث رجلًا. وقد رواه قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عبّاس. وصحّحه الألباني، وضعّف محقّق المسند إسناده، لأنَّ أبا قلابة لَمْ يسمع من ابن عبّاس، وفيه اضطراب، وفصّل الكلام فيه.
(٢) المسند ٤/ ٤١٧ (٢٦٧٩) ومن طريق حمّاد في الكبير ١٠/ ٢٣٦ (١٠٥٨٤) قال الهيثمي ٩/ ٢٧٩: رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجالها رجال الصحيح. وصحّح محقّقو المسند إسناده على شرط مسلم.
(٣) المسند ٤/ ٤١٨ (٢٦٨٢) وبالإسناد نفسه في أبي داود ٣/ ٣٦ (٢٦١١) وقال: والصحيح أنّه مرسل. والترمذي ٤/ ١٠٥ (١٥٥٥) وقال: هذا حديث حسن غريب، لا يسنده كبير أحد غير جرير بن حازم، وإنما روي هذا الحديث عن الزهري عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلًا. ثم ذكر رواية مسندة وأخرى مرسلة. ومسند أبي يعلى ٤/ ٤٥٩ (٢٥٨٧). وصحّحه الحاكم ١/ ٤٤٣: قال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لخلاف فيه بين الناقلين عن الزهري، ووافقه الذهبي. وصحّحه ابن خزيمة ٤/ ١٤٠ (٢٥٣٨)، وابن حبّان ١١/ ١٧ (٤٧١٧). وينظر السنن الكبرى ٩/ ١٥٦، وتعليق ابن التركماني عليه. ومال المحقّقون إلى تصحيح إسناد الحديث، ولكن الخلاف في وصله أو إرساله.

<<  <  ج: ص:  >  >>