للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكذلك قولهم للجالسِ بفنائه: (جلسَ فلانٌ على بابه) (١). والصواب فيه أنْ يُقال: جلسَ ببابِهِ، لئلا يتوهم السامع أنّ المراد به: استعلى على الباب، وجلسَ فوقَهُ.

وكذلك قولهم: (خرج عليه) (٢) جِراحٌ. ووَجْهُ الكلام أنْ يقال: خَرَجَ به.

وكذلك يقولون: (رميتُ بالقوْسِ) (٣). والصوابُ أنْ يُقالَ: رميتُ عن القوس، أو على القوس، كما قال الراجز (٤):

أرمي عليها وهي فَرْعٌ أجْمَعُ

فإنْ قيل: هلَّا أجَزْتُم أنْ تكون الباءُ في هذا الموطن قائمةٌ مقامَ (عن) أو (على)، كما جاءت بمعنى (عن) في قوله سبحانه: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ} (٥)، وبمعنى (على) في قوله تعالى: {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ} (٦).

فالجوابُ: أنَّ إقامة بعض حروف الجر مقام بعضٍ إنَّما جُوِّزَ في الموضوع الذي ينتفي فيه اللَّبْسُ ولا يستحيل المعنى الذي صِيغَ له


(١) درة الغواص ١٦٩.
(٢) درة الغواص ١٦٩.
(٣) إصلاح المنطق ٣٠٠، أدب الكاتب ٣٢٣.
(٤) حميد الأرقط في المقاصد النحوية ٤/ ٥٠٤، وينظر: معجم شواهد العربية ٤٩٩.
(٥) سورة المعارج: الآية ١.
(٦) سورة هود: الآية ٤١.

<<  <   >  >>