قال البحتري: كنت في ندمان المتوكل فرأيت في اليوم الذي قتل فيه علامات دلت على قتله منها أنه تجارينا تكبر كسرى وعتوه فوجه وجهه نحو القبلة، فصلى ركعات وقال: أبرأ إلى الله من الكبر والتجبر، وأخذ تراباً فجعله فوق رأسه ووجهه فتطيرت له من ذلك، ثم غنى ابن أبي العلاء صوتاً، فقال: ما بقي من سمع هذا الصوت إلا أنا وأنت. فتطيرت أيضاً له بذلك. ثم أرسلت له قبيحة مطرف خز ما رأيت مثله، فتناوله وشقه، وقال للخادم: قولي لسيدك: إذا مت فادفنيني فيه. ثم سكر ودخل القبة فكان آخر العهد به، وخرجت فلجأت إلى قناة حفرت في البستان إلى أن أصبحت فانتشرت مع الناس.
وقالوا: اللسان البليغ والشعر الجيد لا يجتمعان إلا قليلا، وأعسر من ذلك أن تجتمع بلاغة القلم وبلاغة الشعر. قال الجاحظ: وقد اجتمع ذلك للعتابي.