للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جئت فقُمت إلى جَنبه، فوضع يده على رأسي، ثم أخذ بأُذُني فجعل يَفتِلُها, ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم أوتر] (١).

الحديت الثالث: روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عباس قال: [أمرني العباس أن أبيت بآل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأحفظ صلاته. قال: فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس صلاة العشاء الآخرة، حتى إذا لم يبق في المسجد أحد غيره قام فمرَّ بي، فقال: من هذا؟ عبد الله؟ قلت: نعم، قال: فَمَه؟ قلت: أمرني العباس أن أبيت بكم الليلة. قال: فَالْحَقْ الْحَقْ. فلما أن دخل قال: افرشَنْ عبد الله؟ فأتى بوسادة من مسوح قال: فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليها حتى سمعت غطيطه، ثم استوى على فراشه قاعدًا، قال: فرفع رأسه إلى السماء فقال: "سبحان الملك القدوس". ثلاث مرات، ثم تلا هذه الآيات من آخر سورة آل عمران حتى ختمها] (٢).

١٩٥. قوله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (١٩٥)}.

في هذه الآية: استجابةُ الله سبحانه دعاء هؤلاء الداعين، بأنه لا يضيع عمل عامل منهم عمل خيرًا، ذكرًا كان أم أنثى, فإن الله سبحانه أمر بالدعاء ووعد بالإجابة وحسن الثواب للمجاهدين الصادقين.

قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: ١٨٦].

وقال جل ذكره: {وَقَال رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: ٦٠].


(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٤٥٧٠)، كتاب التفسير، وكذلك (١٨٣)، ورواه مسلم (٧٦٣) ح (١٨٢)، وأبو داود (١٣٧٦)، وأحمد (١/ ٢٤٢)، ومالك (١/ ١٢١ - ١٢٢).
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٧٦٣) ح (١٩١)، وأبو داود (١٣٥٣) من وجه آخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>