في هذه الآيات: قصةُ موسى عليه الصلاة والسلام، مع الطاغية فرعون رأس الكفر والطغيان، الذي أشرك باللَّه وطغى وأفسد في الأرض حتى أذاقه اللَّه وجنوده الخزي والغرق واللعنة والحرمان.
تسلية للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عما يلقاه من تكذيب قومه. فإن موسى عليه السلام قال لفرعون كما قلت لقومك: إني رسول اللَّه إليكم، فسخروا كما سخر هؤلاء. قال النسفي:(ما أجابوه به عند قوله إني رسول رب العالمين محذوف دلّ عليه قوله: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا} وهو مطالبتهم إياه بإحضار البينة على دعواه وإبراز الآية {إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ} يسخرون منها ويهزؤون بها ويسمونها سحرًا).
وقوله:{وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا}. قال القرطبي:(أي كانت آيات موسى من كبار الآيات، وكانت كل واحدة أعظمَ مما قبلها).
وقوله:{وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}. قال قتادة:(أي يتوبون، أو يذكرون). قال ابن جرير:(وذلك كأخذه تعالى ذكره إياهم بالسنين ونقص من الثمرات، وبالجراد، والقمل، والضفادع والدم).
وقوله:{وَقَالُوا يَاأَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ}. قال مجاهد:(لئن آمنا لَيُكْشَفَنّ عنا العذاب). والمقصود: ادع لنا ربك بما أخبرنا عن عهده إليك، إنا إن آمنا كشف عنا، فسله يكشف عنا.
وأما مناداتهم له بالساحر ففيه أكثر من تأويل:
١ - نادَوْهُ بما كانوا ينادونه به من قبل ذلك على حسب عادتهم.
٢ - قال ابن عباس: ({يَاأَيُّهَ السَّاحِر} يا أيها العالم، وكان الساحر فيهم عظيمًا