وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:[قال اللَّه عز وجل: أَعْدَدْت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطَرَ على قلب بشر](١).
في هذه الآيات: بثُّ اللَّه تعالى البشرى لعباده المؤمنين ليزدادوا إقبالًا عليه سبحانه وطاعة له، والرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- لا يبتغي بدعوته الأجر من الناس بل من اللَّه الغفور الشكور، وهو تعالى يعلم صدق رسوله ويعلم ما في الصدور.
فقوله:{ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}. قال النسفي:({ذَلِكَ} أي الفضل الكبير). قال القرطبي:(أي يبشر اللَّه به عباده المؤمنين ليتعجلوا السرور ويزدادوا منه وجدًا في الطاعة).
وقوله:{قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}. الخطاب لقريش خاصة. أي: قل يا محمد لا أسألكم على تبليغ الرسالة جعلًا، إلا أن تودُّوني لقرابتي فتحفظوني. قال ابن كثير: (أي: قُل -يا محمد- لهؤلاء المشركين من كفار قريش: لا أسألكم علىِ هذا البلاغ والنُّصح لكم مالًا تُعطُونِيه، وإنما أطلبُ منكم أن تَكُفُّوا شَرَّكم عني، وتَذَرُوني
(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في صحيحه (٢٨٢٤) - كتاب الجنة، وصفة نعيمها وأهلها.