وفي صحيح الحاكم عن سلمان، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:[يوضع الميزان يوم القيامة، فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت. فتقول الملائكة: يا رب، لِمَنْ يزن هذا؟ فيقول اللَّه تعالى: لمن شئت من خلقي. فتقول الملائكة: سبحانكَ ما عبدناك حق عبادتك](١).
وقوله:{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ}. قال ابن كثير:(فيه ترغيب فيها، وترهيب منها، وتزهيدٌ في الدنيا).
وقوله:{يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا}. قال النسفي:(استهزاء). وهو إلحاحهم بالقول:{مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} تنطعًا واستكبارًا، وتكذيبًا واستبعادًا.
وقوله:{وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ}. أي: خائفون وجلون عند ذكرها لاستقصار حيلتهم وثقتهم بعملهم، مع ما يبذلونه من الجهد في الطاعة والاجتهاد في العبادة. كقوله تعالى:{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}[المؤمنون: ٦٠]، {وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ} الذي لا شك فيه.
وقوله:{أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ}. قال ابن جرير:(يقول تعالى ذكره: ألا إن الذين يخاصمون في قيام الساعة ويجادلون فيه {لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ} يقول: لفي جور عن طريق الهدى، وزيغ عن سبيل الحق والرشاد، بعيد من الصواب).