وقوله:{وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. رد على المعطلة، كما إن قوله:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ردٌّ على المشبهة. قال ابن جرير:({وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}: السميع لما تنطق به خلقه من قول، البصير لأعمالهم).
قوله:{لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}. قال مجاهد:(مفاتيح بالفارسية). وقال السدي:(خزائن السماوات والأرض). قال النحاس:(والذي يملك المفاتيح يملك الخزائن). ويقال للمفتاح: إقليد، وجمعه على غير قياس، كمحاسن والواحد حسن - حكاه القرطبي.
والخلاصة: مفاتيح خزائن السماوات والأرض بيده سبحانه، وهي نوعان: مفاتيح الخير والشر، ومغاليق الخير والشر. فما يفتح من رحمة فلا ممسك لها، وما يمسك فلا مرسل له من بعده.
وقوله:{يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ}. قال القاسمي:(أي يوسع رزقه وفضله على من يشاء من خلقه ويغنيه، ويقتّرُ على آخرين).
وقوله:{إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}. أي في التوسيع والتقتير، وفيما يصلح لخلقه وما يفسد، وفي كل شيء غير ذلك، فله كمال العلم والحكمة والعدل جل ثناؤه.