تَوَعُّدٌ من الله تعالى للمنافقين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، ولأهل القلوب المريضة - أهل الزنا والفجور -، ولأهل الإرجاف في المدينة بالكذب والباطل، أن يُسَلِّط الله عليهم نبيَّه والمؤمنين.
فحن عكرمة:{وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} قال: هم الزناة). وقال قتادة:({وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}: شهوة الزنا). وقال أبو صالح:(الزناة). قال ابن زيد:(أهل الزنا من أهل النفاق الذين يطلبون النساء فيبتغون الزنا. وقرأ:{فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}[الأحزاب: ٣٢]، قال: والمنافقون أصناف عشرة في براءة، قال: فالذين في قلوبهم مرض صنف منهم مرض من أمر النساء).
وعن قتادة:({وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ}. الإرجاف: الكذب الذي كان نافقه أهل النفاق، وكانوا يقولون: أتاكم عدد وعدّة). قال ابن كثير:(يعني الذين يقولون: جاء الأعداء، وجاءت الحروب. وهو كذب وافتراء).
وعن ابن عباس:(الإرجاف التماس الفتنة، والإرجاف: إشاعة الكذب والباطل للاغتمام به). قلت: وأصل الإرجاف التحريك من (الرجفة) وهي الزلزلة، فيقال للخبر الكاذب خبر متزلزل غير ثابت، أو لاضطراب قلوب المؤمنين به.
وعن ابن عباس:({لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} يقول: لنسلطنك عليهم). وقال:(لم ينتهوا عن إيذاء النساء وأن الله عز وجل قد أغراه بهم). وعن قتادة:(أي لنحملنك عليهم لنحرشنك بهم). وقال السدي:(لنُعلِمَنَّك بهم). قال القرطبي:(أي لنسلطنّك عليهم فتستأصلهم بالقتل).
وقوله:{ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا}. قال قتادة:(أي بالمدينة).
قال ابن جرير: (يقول: ثم لننفينهم عن مدينتك فلا يسكنون معك فيها إلا قليلًا من