للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بينًا. قال ابن جرير: (بهتان: أفحش الكذب {وَإِثْمًا مُبِينًا}، يقول: وإثمًا يبين لسامعه أنه إثم وزور).

قال قتادة: (فإياكم وأذى المؤمن، فإن الله يحوطه ويغضب له).

وفي صحيح مسلم ومسند أحمد عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [أَتَدْرونَ ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكْرُكَ أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقولُ؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغْتَبْتَه، وإنْ لم يكنْ فيه، فقد بَهَتَّهُ] (١).

وفي المعجم "الأوسط" للطبراني بسند قابل للتحسين لشواهده عن البراء بن عازب مرفوعًا: [الربا اثنان وسبعون بابًا، أدناها مِثْلُ إتيانِ الرجل أُمَّه، وإنَّ أربى الربا استطالة الرجل في عِرض أخيه] (٢).

٥٩ - ٦٢. قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٥٩) لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (٦٠) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (٦١) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (٦٢)}

في هذه الآياتِ: أَمْرُ الله تعالى نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - بِأَمْرِ أزواجه وبناته ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن، وفي امتثال ذلك حفظهن وحمايتهن من البغاة وأعوان الشيطان الرجيم. وتهديدٌ منه تعالى للمنافقين والمرجفين في المدينة بالطرد والخزي واللعن والعذاب الأليم. وتلك هي سنة الله في الذين مضوا ولا تبديل لسنة الله العلي العظيم.


(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٥٨٩)، كتاب البر والصلة. باب تحريم الغيبة، ورواه أحمد (٢/ ٣٨٤ - ٣٨٦)، وأبو داود (٤٨٧٤)، والترمذي (١٩٣٤).
(٢) حسن لشواهده. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (١/ ١٤٣/ ١)، ورواه البيهقي بإسناد لا بأس به، كما قال المنذري في "الترغيب" (٣/ ٥٠). وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (١٨٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>