للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: ٦٥].

قال مجاهد: ({حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ}، يقول: شكًا). وقال الضحاك: (إثمًا، {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} يقول: ويسلموا لقضائك وحكمك، إذعانًا منهم بالطاعة، وإقرارًا لك بالنبوة تسليمًا).

وكان عبد الله بن مسعود يقول: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم).

وفي التنزيل نحو ذلك:

١ - قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: ١١٥].

٢ - وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: ٥٩].

٣ - وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: ٣١]. وقال هنا: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.

ومن كنوز السنة العطرة في آفاق هذه الآية أحاديث:

الحديث الأول: أخرج مسلم في صحيحه عن عائشة مرفوعًا: [ما بالُ رجال بلغهم عني أمر ترخصت فيه فكرهوه وتنزهوا عنه؟ فواللهِ لأنا أعلمهم باللهِ وأشدهم له خشية] (١).

الحديث الثاني: أخرج أحمد في المسند بسند صحيح عن سمرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إذا حدثتكم حديثًا، فلا تزيدُنَّ علي] (٢).

الحديث الثالث: أخرج الحاكم والطبراني بسند صحيح عن ابن مسعود مرفوعًا: [إنه ليس شيءٌ يقربكم إلى الجنة إلا قد أمرتكم به، وليسَ شيءٌ يقربكم إلى النار إلا قد نهيتكم عنه].


(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٢٣٥٦)، كتاب الفضائل، باب علمه - صلى الله عليه وسلم - بالله تعالى وشدة خشيته. ورواه أحمد وغيره. انظر صحيح الجامع (٥٤٤٩).
(٢) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٥/ ١١)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٣٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>